فوق سريره في هدوءٍ
ما إن رأته حتى أشاحت بعيدًا عنه كالعادة، فلم ييأس، جاء و جلس على طرف الفراش عند قدميها، كان يضع حول ربلة ساقها رباطٍ ضاغط، فقد تأثرت قليلًا بالسقوط فوق الأرض و رضّت المنطقة كلها
و إذ كانت ترتدي أحد قمصانها الخفيفة القصيرة، كانت في نظره جذّابة حتى و هي مريضة و متعبة، دائمًا بهجة لنظره كعهدها
منذ رآها أول مرة، لا يستطيع مقاومتها، فتنته !
مد “أدهم” يديه و أمسك بقدمها، انتهبت لتصرفه، فأدارت رأسها و نظرت نحوه، فإذا به يضع قدمها في حجره، ثم يبدأ بتدليك كاحلها بلمساتٍ لطيفة، و تقابلت نظراتيهما الآن، فقال بصوتٍ خفيض :
-إزي رجلك دلوقتي. لسا بتوجعك ؟
لم ترد عليه، بقيت تنظر إليه فقط، فابتسم لها و أردف :
-لازم تخفي بسرعة إن شاء الله. أنا واخد إجازة من المستشفى و الجامعة شهر بحاله. مش عايزين نقضيه في البيت. لازم تاكلي كويس عشان تخفي أسرع. عشان تقدري تمشي معايا …
و أمام عينيها، دنى برأسه صوب قدمها المصابة، و طبع قبلة مطوّلة هناك.. حبست أنفاسها لوهلةٍ… إنه.. قد قبّل قدمها حقًا للتو !!!
لأول مرة يفعلها !
رفع “أدهم” رأسه و حدق بها، الآن يرى الاحمرار يصطبغ على خدّيها، ابتسم ثانيةً و قد أدرك بأن تأثيره عليها لا يزال قائمًا …
-بدعي ربنا في كل ركعة. ماشوفش فيكي أي سوء.. و يحفظك ليا… حبيبتي !
و إن خفق قلبها لكلماته، و إن ألح عليها شوقها إليه و لدفء أحضانه، و لكنها أظهرت العكس، و أشاحت بوجهها بعيدًا عنه من
جديد
فجرحها منه عميق، هو الذي يعرفها أكثر من نفسها، و يعرف منذ ارتبطا كيف يتعامل معها، هذه المرة لم يراعي أيّ شيء و لم يتحملها.. و فوق كل هذا خسرت جنينها بسببه
بسببه هو و أخته …
*****