سلاف : لأ. أنا مش كويسة. أنا حاسة بنفسي. و حاسة إن مابقاش ليا لازمة في حياة أي حد أصلًا !
أمينة : ليه. ليه يا حبيبتي بتقولي كده. ربنا يخلي ولادك و جوزك. و ربنا يخليكي ليا. محدش فينا يقدر يستغنى عنك
بدأت تبكي بصوتٍ الآن و هي ترد على أمه :
-أنا تعبت خلاص يا عمتو. تعبت و مابقتش قادرة أستحمل إللي أنا فيه. مخنوقة !
لم يرفع الحجر الذي وضعه على قلبه، حتى و هو يسمع صوت بكائها الذي يملأ أذنيه و هي تخاطب أمه بهذه الحرقة، رغم إنه لا يثق إن كان سيصمد طويلًا !
لم يحرّكه سوى نداء أمه الصارخ، فوثب بغتةً مهرولًا من الشرفة إلى مدخل الشقة، كانت “أمينة” على أعتاب الباب تصرخ منادية ابنة أخيها و زوجة ابنها …
-في إيه يا أمي !!؟؟؟ .. صاح “أدهم” من خلف والدته
إلتفتت “أمينة” نحوه، ما إن رأت “أدهم” حتى اسجارت به :
-إلحق البت يا أدهم. نزلت تجري بهدومها و مش شايفة قصادها. إلحقها قبل ما تخرج من البيت و يجرى لها حاجة !!!
كانت تملي عليه آخر كلماتها و هو بالفعل قد تركها و انطلق في إثر زوجته بعد أن تأكد بأنها لم تتخذ المصعد، لحق بها قبل أن
تبلغ الطابق الأرضي، عند شقة أمه مباشرةً، امتدت يده بسرعة و قبض على ذراعها مجتذبًا إيّاها بعنفٍ …
-تعالـي هنا. راحـة فيـن !؟؟؟
قاومت “سلاف” يديه و هي تصرخ فيه بضراوةٍ :
-اووعـى. مالكش دعوة بيا. سيبني ماتلمسنيش !!!!
كز “أدهم” على أسنانه مغمغمًا و هو يشدد قبضتيه عليها إلى حد مؤلم :
-أسيبك تنزلي بالشكل ده. انتي في واعيك ؟؟؟؟
مش هاتخطي برا البيت ده على أيّ حال سامعة !؟؟؟؟
تمزّق بعض من قماش ثوبها المنزلي المكشوف بفعل مقاومتها العنيفة، و احتقنت عيناها بشدة و هي ترد بصراخٍ مكتوم :
-سيبني أنا مابقتش عايزاك خلاص. كنت بتقول هاتّطلقني. طلّقنــي !!!