امتثلت أمامها بهزلٍ، شاحبة الوجه، الهالات السوداء تحيط بعينيها، كان حالها يُرثى له …
-إزيك يا عمتو ! .. دمدمت “سلاف” بلهجةٍ ضبابية
عبست “أمينة” بقلقٍ و هي تقترب منها قائلة :
-إيه ده يا سلاف. شكلك عامل كده ليه يابنتي. انتي ضعفانة كده ليه !؟؟
في هذه اللحظة لمحت “سلاف” زوجها و هو يمر متجهًا نحو الشرفة و يحمل في يده نفس الكتاب الذي يقرأ به منذ عدة أيام ؛
ابتسمت “سلاف” بسخريةٍ و قالت :
-أنا كويسة يا عمتو. كويسة أوي !
أبت “أمينة” ادعائها :
-لأ مانتيش كويسة يا سلاف. بصي لنفسك في المرايا. قوليلي يابنتي مالك. أنا كل ما أسأل أدهم عليكي يقولي فوق. مش بتنزلي و لا بتكلميني. انتي تعبانة و لا في حد مزعلك !؟؟
ساد الصمت بينهما للحظاتٍ، تحدق “سلاف” بعينيّ عمتها فقط، إلى أن برزت الدموع بعينيها بغتةً و قالت بصوتٍ يمزّقه النشيج :
-أنا هموت يا عمتو !
جحظت عينا “أمينة” على الفور و نطقت بهلعٍ :
-إيـه. بتقولي إيــه ؟ هاتموتي إزاي ؟ فيكي إيـه يا سلاف اتكلمي !!!
……………….
عندما نطقت جملتها قفز قلبه من موضعه، هو نفسه وثب من مكانه و وضع قدمًا على مقدمة الشرفة تأهبًا للخروج إليها.. لكنه جمد مستمعًا إلى صوتها و هي تقول باللحظة التالية :
-بقالي يومين بشوف بابا في الحلم. بيجي يمسك إيدي و ياخدني معاه. إنهاردة جه هو و ماما و خدوني !!
أجفل “أدهم” مستوعبًا ما تقوله، و لكنه هدأ نسبيًا حين كشفت بأن الأمر يتعلّق بالأحلام، أخذ نفسًا عميقًا و واصل الاستماع لهما …
أمينة : يابنتي فجعتيني. حرام عليكي يا سلاف. ده حلم يا حبيبتي مجرد حلم. حلم يعمل فيكي كل ده. ماتهوميش نفسك انتي كويسة !