سمعها تلهث من ورائه و استشف رغبتها بالتراجع، فحثها زاجرًا من بين أنفاسه العنيفة :
-كملي يا إيمان. إوعي توقفي.. كمان …
لم تجعله يُكررها مرتين، و نزلت بضربةٍ ثانية، و ثالثة، و رابعة.. بينما كان يرتعد مع كل واحدة و يتأوّه بصوتٍ مكتوم، و أحيانًا صريح
لكنه تماسك حتى النهاية، حتى أتمّت عشرون ضربة و أفرغت عليه كل مشاعرها السلبية، كل ملامح الظلام بداخلها، تبددت مع سماع آهاته، و رؤية جلده اللامع الجميل و هو يتجرّح أمام عينيها و يسيل دمًا …
كفّت عنه أخيرًا و الراحة تغمرها للحظاتٍ، قبل أن يُداهمها الإنهيار مجددًا، و ترمي أداة التعذيب من يدها مجهشة بنوبةٍ جديدة من البكاء، لكنه بكاء من نوعٍ آخر، لم يكن سببه الألم، و لا تجد له سببًا مُحدد
لكنها الآن لم تعد نفس المرأة التي كانت عليها منذ بضعة دقائق.. هذا مؤكد …
-بس ! .. قالها “مراد” مخطوف الأنفاس
و هو يعتدل و يواجهها ثانيةً، ضم رأسها إلى صدره متمتمًا بتعبٍ شديد فوق شعرها :
-إهدي يا حبيبتي.. هاتبقي كويسة. كل حاجة هاتبقى أحسن… أوعدك !