رد عليها متجنبًا النظر إليها بأقصى ما يمكنه، و جلست هي بجوار أخيها، أخذت منه صغيرتها التي كانت تجلس على قدمه، جلست “أمينة” بدورها ثم بدأ الجميع بتناول العشاء …
-أمال سلاف فين يا أدهم !؟ .. تساءلت “إيمان” بعفوية هادئة
جاوبها “أدهم” و هو يلوّك قطعة خبز :
-فوق مع الولاد. هي كانت عاوزة تنزل تتعشّى معانا عشان تسلّم على مراد كمان. لكن عبد الرحمن حرارته عليت شوية ف
قلت لها تقعد و تبقى تنزل بكرة ان شاء الله.
-ألف سلامة عليه يا أدهم ! .. تمتم “مراد” و هو يتظاهر بالانهماك في طعامه
بالكاد كان يبتلع بضعة لقيمات
و لحسن الحظ مرّت ساعة العشاء على خير، فقاما الرجلين و توجها إلى الشرفة البانورامية الإطلالة، و قد أوصى “أدهم
شقيقته بصنع فنجانيّ قهوة له و لابن خالته.. و كم كان هذا ثقيلًا عليها
الشر ليس من شيمها، و لكن رغبة مُلحة داهمتها في أن تضع سُمًا بأحد الفناجين، إلا أنها سيطرت على وساوسها المجنونة بسرعة.. و بسرعة أيضًا أعدت الشاي ؛
ثم اتجهت ناحية الشرفة، و لا تعرف لماذا تملّكها الفضول لتقف، و تسترق السمع لحظة سماعها التالي :
-بس أنا محتاج أعرف تفاصيل أكتر يا مراد. ماتتكسفش و خليك صريح معايا أرجوك. عشان أقدر أفيدك !
بدا صوت الأخير مترددًا و هو يخبره :
-مش مكسوف يا أدهم.. بس مش عارف أشرحها لك إزاي. بص.. احنا في بداية جوازنا كنا زي الفل مع بعض. و كانت مبسوطة معايا و أنا كمان كنت مبسوط. يمكن في الأول كان عادي. بس شوية شوية بدأت أحبها بجد. تصدق من كتر حبي ليها كنت