-بس بس. ماتخافيش. أنا ماسكك كويس. ماتخافيش يا إيمان سيبي نفسك !
لكنها لم تنصت إليه و كلّما تماوجت عليها المياه بفعل حركاتها العنيفة تخاف أكثر، و تلف ذراعيها و رجليها حوله أكثر …
لم يستطع التوقف عن الضحك منها، و لما يأس من إقناعها بالوثوق فيه، فك إحدى ذراعيه عنها و سبح بها حتى الحافة الرخامية للمسبح، أدارها برفقٍ حتى جعلها تمسك بالحافة و قد حررته من وثاقها، لكنها طلبت منه بشكلٍ عاجل :
-مراااد. انت فينز ماتبعدش عني !!
تجلّت الابتسامة بصوته و هو يطمئنها في الحال :
-أنا هنا يا حبيبي. وراكي بالظبط. أهو.. أنا هنا جمبك !
و حبسها بضط من صدره على ظهرها، و غطى يديها على الحافة بكلتا يديه، و هكذا غمرها الأمان تمامًا، و قد ألقت رأسها للخلف مريحة إيّاه فوق كتفه
إتصلت عيناها بعينيه الآن و ساد الصمت للحظاتٍ، قرأ “مراد” نيّتها في نظراتها، لكنه لم يحب ان يتخذ هو الخطوة الأولى فربما كان مخطئًا !
انتبهت “إيمان” لصعود و مزول نتوء عنقه حين ازدرد لعابه فجأة، فلوهلة نسيت ما أرعبها و أنها تهاب المياه، شعر “مراد” بأنها تريد التحرّك فرع يده من على يدها و لم يعيقها و هي تمسك بكتفه و تستدير نحوه على مهلٍ
و في خلال لحظة كانت تواجهه، و عمليًا تعانقه، و كان هذا تمامًا ما يحتاجه منها للقيام به …
لم يطيلا هنا بحوض السباحة، و انتهى بهما المطاف بالجناح الخاص، بفراشٍ آخر مزيّن بأوراق الورود القانية، و قد تخلّى “مراد” عن الحذر معها خاصةً بعد أن أعطته الضوء الأخضر، أخذ حريته على الأخير، و تنعمّت “إيمان” مرةً أخرى بمشاعرها التي كانت ميتة لسنوات و حيت على يديه هو
من جديد تعبّر عن كينونتها، تقول كلمات و تصدر أصوات لم تتخيّل أن بإمكانها أن تصدر عنها… و بآخر الليلة عرفت لماذا اختار أن
يكون هذا البيت بمنآى عن بقيّة المجمّع السكني
كان يعرفها، كان لديه بُعد نظر ! ………………………………………………………………
يتبع…