-يبقى انت عمرك ما فهمتني يا أدهم. عمرك ما فهمت حبيبتك إللي كنت دايمًا بتهتم بيها و بتراضيها. إللي كنت ماتسيبهاش تنام زعلانة مهما حصل …
و حنت رأسها ثانيةً لتقبّل يده مطوّلًا، ثم عاودت النظر إليه عبر دموعها و هي تضيف بصوتٍ يمزّقه النحيب :
-أنا عمري ما قصدت كده. كل مرة كنت بقولك أبعد. كانت معناها ماتبعدش. كانت معناها قرّب. و انت كنت بتفهم ده.. لأول مرة ماتفهموش يا أدهم !!!
في هذه اللحظة لم تؤثر فيه معاناتها، إذ تجسّدت أمام عينيه المشادة بينهما و ترددت أذنيه كلماتها المُهينة لرجولته، فمد جزعه للأمام و التقت يده اليمنى بمؤخرة رأسها، أخذ حفنة من شعرها الأشقرو شدّها برفقٍ حتى برز وجهها كله أمام عينيه القاسيتين …
و عندما فتح فمه مرةً أخرى لم يشفق عليها و هو يقول :
-مين قال إني مافهمتش. لكن المرة دي غير يا سلاف. المرة دي انتي قولتيها في وشي. و مش هاتتمحي من الذاكرة أبدًا..
أنا إنهاردة عرفت إني بالنسبة لك مش الزوج المثالي. عرفت إني مش مكفّيكي. و مش بعرف أسعدك و كمان خانق عليكي.. بعد كل إللي قولتيه ده. أبقى مش راجل فعلًا لو خلّيتك على ذمتي !
و أفلتها فجأةً، لتسارع قائلة بدفاعٍ :
-لأ. أنا ماكنتش أقصد كل إللي بتقوله ده. أنا كنت عصبية بس. و أي كلام قلته ماكنتش مركزة فيه !!
-بس طلع من جواكي. يعني ماقولتيش غير الحقيقة !!!
و قام واقفًا، لتقوم بدورها و تحاول القبض على نظراته، لكنه لا يسمح لها، فتلقي بذراعيها من حوله مطوّقة عنقه بقوة و هي تقول بنبرةٍ متوسلة :
-لأ يا أدهم. دي مش الحقيقة. و انت عارف كده كويس. أنا بحبك. مقدرش ابعد عنك لو بعدت عنك أموت !!
أغمض عينيه بشدة و فكّ ذراعيها من حوله بحزمٍ قائلًا :