تقطن بالطابق الأول، ففعلت ما طلبه، لتفاجأ بعلبة كرتونية تُقذف من الخارج، كادت تصطدم بمرايتها و تحدث صخبًا، لكنها لحقت بها، أمسكتها و حملقت بها للحظاتٍ، ثم عادت لتطل عليه، وجدته يقف بمكانه، لكنه يبتسم الآن و يغمز لها و هو يحرّك فمه بكلمة قرأتها بسهولة :
-بحبك !
ثم تمنّى لها عامًا سعيدًا و تولّى مدبرًا
في اليوم التالي تقابلا بالخارج و عبّرت “إيمان” عن شدة إعجابها بهديته، و هو جعلها تعده بألا ترتدي ذلك الثوب بأيّ مكانٍ
حتى لو سنحت لها فرصة و ذهبت للساحل برفقة نساء و فتيات فقط، قال إنها لن ترتديه إلا معه هو، فقطعت له هذا الوعد …
-ماحتطوش على جسمي من يومها ! .. تمتمت “إيمان” آخذة إيّاه من شروده
نظر إليها، بينما تقوم لتقف قبالته تمامًا، حدق بالثوب بين يديها ثم فيها هي و سمعها تستطرد بتلك النبرة المتحمّسة لنسختها المراهقة :
-الليلة دي عايزة أنفذ وعدي. عايزة ألبسه معاك !!
تثاقلت أنفاسه و هو يقيس كلماتها على ما يتخيّله، بالنظر إلى تعبير وجهها و المشاعر الصريحة في نظراتها، إنه حقًا لا يقبل شفهيًا العرض الذي تعرضه عليه
تمتم شيئًا لم تسمعه و سحب يده على فمه، يكبح إنفعالًا ما، رفع يده فجأة و سحب شهيقًا هدئًا، ثم قال محمّر الوجه :
-و لحسن الحظ الظروف مناسبة تمامًا ! .. و أردف مشيرًا في اتجاهين أمامها و إلى جانبه :
-في الـPool و لا البحر ؟؟
برقت لمعة بعينها و هي تهمس له :
-الاتنين !
تآوّه و هو يغمض عينيه بشدة و يلقي برأسه للخلف، إن البقاء هادئًا و هي تتقمّص شخصيتها الجامحة القديمة يدفعه لفقدان السيطرة على نفسه، و هو لا يريد أن يستعجل الأمور لأنه لا يزال متوجسًا من تقلّباتها المزاجية …
شعر بلمسة يدها على منتصف صدره، تحديدًا فوق فتحة قميصه، فلم يغامر بالنظر إليها، أطلق المزيد من التنهيدات، بينما تتابع بنفس الطريقة :
-انت عارف. انا اصلًا مش بعرف أعوم.. هكون معتمدة عليك في الحالتين !
*****