-انتي اتجننتي. ليه بتعملي كده. بصي في عنيا و كلميني !!!!
هزت رأسها بقوةٍ و هي تصرخ :
-سيبني يا أدهم. سيبني !!
غطى صوته الخشن على صوتها و هو يرد بعنفٍ :
-مش سايبك. ما هو حاجة من الاتنين. يا انتي اتجننتي فعلًا يا في سبب لكل إللي بتعمليه ده. و في الحالتين مش سايبك غير لما أعرف مـالك !؟؟؟
توقّفت عن التملّص منه، و ركّزت حدقتيها الفيروزيتان بعينيه المتآججة و هي تقول :
-عايز تعرف مالي. طيب. أنا تعبت من الحياة دي. أيامي كلها بقت شبه بعض. مابقتش حاسة بحاجة بقيت زي المتخدرة
بالظبط. من الصبح لبليل في متاهة خلاص مقررة عليا و حفظتها. تعبت و زهقت. تعبت و مابقتش قادرة أتحمل كل ده تعبت …
و كانت ترتعش من قمّة الغضب و الانفعال، تأثر بمعاناتها و إن كان لم يستوعبها بادئ المر، لكنها مسّته و صار أكثر تعاطفًا معها، أرخى قبضتيه عن كتفيها و لف ذراعيه حولها متمتمًا بهدوء :
-طيب. إهدي. خلاص.. شوفي انتي عايزة إيه و انا أعملهولك. هاعملك إللي انتي عايزاه. بس ماتضيقيش كده. إهدي عشان خاطري !
ردت عليه و الدموع في صوتها بالفعل :
-مابقتش عايزة حاجة خلاص !!
أصر عليها و هو يمسح على رأسها بحنوٍ بالغ :
-لأ إزاي. حقك عليا. أنا يمكن إنشغلت عنك بقالي فترة. ماكنتش مهتم بيكي أكتر. لكن خلاص أوعدك من إنهاردة هاغيّر كل