كانت إشارته صريحة لزوجيّها السابقين، تحفزّت الآلام الكامنة بأعماقها، ليستطرد منتقيًا كلماته بعنايةٍ :
-أقصد أقولك إن لو ده إللي بيحصل معاكي ف تبقي غلطانة. لأن أنا مش هما. أنا حبيبك.. أنا عاوز أسألك سؤال. انتي عمرك شوفتي مني معاملة قاسية ؟ أنا جيت في يوم جرحت كرامتك أو هينتك ؟ أنا عمري عملت معاكي أي حاجة غصب عنك !؟؟
وافقت على كل أسئلته عدا السؤال الأخير، أقرّت في عبوسٍ :
-كنت هاتعملها مرة !
أشارت بجملتها إلى ذلك النهارالشهير حيث تم ضبطهما في الفراش سويًا من “سلاف” !!
ابتسم “مراد” بخفةٍ قائلًا :
-عمري ما كنت هاعملها غصب عنك. و قلت لك في ساعتها. أنا كنت بخوّفك مش أكتر. أعمل إيه. نشّفتي دماغك فيها إيه لو كنتي طاوعتيني. كان زمانا متجوزين من بدري و ماكنش كل ده حصل بسبب عنادك !!!
أحس أن حديثه الأخير ربما يكون قد أزعجها، أو اثار الذكريات السيئة اكثر، فغيّره في الحال متوّهًا بتودده إليها :
-المهم إللي عايزك تستوعبيه كويس. إن حياتك إللي عدت خلاص مابقاش ليها وجود. احنا مع بعض دلوقتي. انتي بقيتي مراتي. أيوة الحياة فرّقتنا زمان. لكن ربنا شاء إنه يجمعنا تاني. و انتي عارفة إنها مش صدفة.. صح ؟
غلّفت عيناها طبقة من الدموع و هي تومئ برأسها مؤيدة كلماته، بالطبع تؤييدها، تلك كانت دعوتها، و قد أُجيبت !
-أنا عمري ما هاسيبك. و لا ممكن أسمح لأي حد إنه يئذيكي أو بس يزعلك.إللي باقي من عمرنا مايخصش حد غيرنا.. و أنا هاعوّضك. أوعدك كل إللي حلمتي بيه. ده وعد …
صدقته، و إن وجدت صعوبة أن تدمغها بابتسامة، ابتسم هو ممسكًا بيدها، و جعل يلفها حول نفسها كما لو أنهما في رقصةٍ و هو يقول باعجابٍ :