لا يريد أن ينزل بفندق أو ما شابه، يحتاج إلى رفقة، لا يجب أن يبقى بمفرده خاصةً الآن
و لكن من.. من الذي يستحق أن يشاركه كل هذا… من الذي يمكن أن يتعرّى أمامه في هذه الظروف !!؟
لبث يفكر لبضع دقائق حتى إلتمعت بارقة أمل برأسه، و اتخذ قراره، لم تعد لديه لحظة أخرى يضيّعها، استدار عائدًا إلى سيارته، بلغ مفترق طرق المؤدي إلى جسر “ستانلي”.. و عوض التوّجه لقلب المدينة، انطلق رأسًا إلى طريق الإسكندرية الصحراوي.. لتكون الوجهة هي العاصمة.. “القاهرة” …
*****
ليست المرة الأولى التي تقضيا النهار سويًا بالخارج، فمنذ أن تحسّنت العلاقة بينهما و هما تقريبًا لا تفترقان، فإن لم تتجالسا، فهناك هاتف لا تكفّان عن الثرثرة خلاله ؛
و لكن اليوم لاحظت “سلاف” سلوكًا غريبًا قد طرأ على شقيقة زوجها، إلحاحها في طلب الخروج من البيت بحجة التسوّق و الترفيه عن الأطفال، وافقتها “سلاف” لأنها بالفعل كانت بحاجة للتبضّع، و لسببٍ آخر أرادت بشدة أن تستطلع أحوالها …
-بصي يا إيمي الـDress ده ! .. قالتها “سلاف” من وراء النقاب
و هي تدفع في نفس الوقت بعربة أطفالها الذكور الثلاثة
كانت الأخيرة شاردة الذهن، لكنها انتبهت حين سمعت اسمها، نظرت نحو زوجة أخيها و تساءلت :
-نعم يا سلاف !؟
أشارت لها “سلاف” إلى واجهة متجر الملابس النسائي :
-بقولك بصي ده.. ده هايبقى حلو أوي عليكي. كأنه متصمم عشانك أصلًا و بصي نفس الألوان البتحبيها !
تطلعت “إيمان” إلى الثوب، كان بالفعل جميلًا و قصّته جذّابة، زهري و مزيّن بالورود على مختلف ألوانها …
-ايه رأيك.. ندخل نشتريه ؟
قدّمت “إيمان” خطوة موافقة و هي تشد يد ابنتها الصغيرة معها :
-ليكي ؟
عبست “سلاف” مُصححة :