اهتاجت الأنفاس بصدرها و هي تفتح فاها ليخرج الكلام دون سيطرة مرةً أخرى :
-خلاص مابقتش حتى قادر تحترم إرادتي. و لا عايز تديني مساحتي. مطلوب مني أفضل مضغوطة طول عمري !؟؟
قطب جبينه بشدة و هي يرد عليها بغلظةٍ :
-تقصدي أي نوع من الضغط يا مدام ؟ أنا ماظنش بجهدك بطلباتي أبدًا. أنا أصلًا طول أيام الأسبوع برا البيت و مساحتك إللي
بتتكلمي عنها دي أكتر حاجة موفرهالك بسبب ظروف شغلي. كده مش ناقص غير تشتكي من خدمة ولادك. بس حتى دول
لو تعبتي و كلّيتي بيهم عنك خالص و اعتبريهم مش ملزومين منك. من دلوقتي ممكن أمي تتكفّل بخدمتهم و ممكن أجيب واحدة تساعدها كمان في غياب إيمان. و لا إنك تضايقي نفسك و تتعصبي علينا كده. مش مستاهلة !!
و كأن كلامه ما ينقصها لتهبط نفسيتها للقاع، كان بيدها طبقٍ مسطّح، هوّت به بعنفٍ صوب الأرض لينكسر في الحال محدثًا
جلبة كبيرة، بينما تصرخ في وجهه و تصدمه أكثر :
-محدش حاسس بيـا.. انت كمان و لا بقيت تحس …
و أضافت و هي تلهج بصعوبةٍ و الدموع تتساقط من عينيها :
-أنا شايلة فوق طاقتي !
لم تكن لديه فرصة للرد، و لا هي لإضافة شيء آخر، شحبت فجأة و أزرقّت شفتاها، داهمتها نوبة الربو التي قطعتها لأشهر، هذه المرة اعنف و أشد
تسعل و تشهق و كأنها بالنزع الأخير، يتلاشى غضب “أدهم” منها كليًا في هذه اللحظة، يسارع غليها يلحق بها قبل ان تنهار فوق ركبتيها، يسندها بين ذراعيه و يهزّها هاتفًا بقلقٍ شديد :
-سلاف. إهدي يا حبيبتي. إهدي و خدي نفس …