ألا يكفي أنها تحمل عنها وزر خطيئتها في إخفاء ما رأته من فسوق و فجور سواء عن عمتها أو زوجها !!
لقد نال منها المرض بسبب كتمان ذلك السر اللعين، إلى متى عليها أن تكتمه و تتحمل سخافات الجميع !؟؟
-اتفضل ! .. قالتها “سلاف” باقتضابٍ و هي تضع أمام زوجها كأس العصير
استرعت نبرتها انتباه “أدهم” الذي سلخ ناظريه عن شاشة التلفاز التي تعرض مباراة شيّقة
تطلع إلى زوجته فوجدها تشيح عنه متعمّدة و هي تهتم بصغارها و تقدّم لهم كؤوسهم المغطاة …
-سلاف ! .. هتف “أدهم” بصوته اللطيف يتجذب إنتباهها
لكنها ترد دون أن تنظر إليه :
-نعم ؟
رفع حاجبه و هو يسألها بغرابةٍ :
-مالك يا سلاف !؟
ردت عليه بنفس اللهجة الجافة :
-و لا حاجة !
و حملت الصنينة الفارغة عائدة أدراجها إلى المطبخ …
يترك “أدهم” المباراة و يلحق بها مناديًا :
-سلاف !
لكنها لا تتوقف، تصغي إليه، و تتجاهله …
-انتي فعلًا سامعاني و مش بتردي !؟؟ .. صاح “أدهم” من بين أسنانه و هو يقبض على معصمها محاصرًا إيّاها بمنتصف الرواق
كان يبذل أقصى جهد حتى لا يستمع الصغار إلى صوته العالِ …
-أدهم. بجد مش قادرة لك. ابعد عني دلوقتي !!