اومأت الفتاة مرتين، فلم يقاومها “مراد” أكثر من ذلك و ضمها إلى حضنه متمتمًا :
-انتي إللي سكر و قمر خالص. إيه الحلاوة دي كلها بس.. جايباها منين ؟
الجواب كان عبارة عن صدرى يتردد بأعماقه، لكنه لن يجرؤ أبدًا على التفوّه به، لقد كان يرى فيها تلميحًا كبيرًا لأمها.. لحبيبته… “إيمان” !!!
*****
-يعني إيه مش هاتطلعي تسلمي على ابن خالتك. انتي اتجننتي يابت !؟؟؟
للمرة العاشرة حتى الآن تحاول “أمينة” عبثًا إقناع ابنتها بالعدول عن قرارها الأحمق غير المُبرر، و لكن “إيمان” لم تتزحزح من مكانها فوق الفراش، حيث مددت باسترخاءٍ غير مبالية …
-ماما ريحي نفسك. مش هاطلع !
ثارت “أمينة” بحنقٍ :
-طيب لـيه ؟ أفهم لــيه !!؟؟
تنهدت “إيمان” بعمقٍ و قامت نصف جالسة على مضضٍ، نظرت إلى أمها و قالت بهدوء :
-ماما. من الآخر.. انتي مُصممة ليه على خروجي من أوضتي عشان أسلم عليه ؟
أمينة ببلاهةٍ : يعني إيه مش فاهمة ؟ إيه السؤال ده !!
تململت “إيمان” بشيء من العصبية، و قالت من جديد :
-ماما.. أنا عارفاكي كويس. منغير لف و دوران. إللي في دماغك مش هايحصل.. مش معنى إنه إتزفت طلّق و أنا أرملة يبقى احنا مناسبين لبعض و إن دي فرصة.. لأ. مش هايحصل !