إنبلجت البسمة على طرف فمه و هو يقول :
-كأنك بتقري أفكاري. ناخده مع بعض بقى إيه رأيك ؟
رمقته بنظرةٍ جانبية، ثم اجتهدت و هي تقوم من الفراش تجر الثوب الثقيل قائلة :
-تعالى ساعدني.. مش هاعرف أخلع الفستان لوحدي
و قد كان حقًا من دواعي سروره، ابتسم أكثر و هو يقف على قدميه في الحال و يتجه نحوها :
-أكيد يا حبيبتي. جاي معاكي !
مشى ورائها وصولًا لقاعة الحمام المترفة، وقفت “إيمان” بالمنتصف و أولت له ظهرها ممسكة بحاشية ثوبها، سحب “مراد” نفسًا عميقًا، ثم رفع يديه و تولّت أصابعه فك أربطة الفستان المعقّدة، استغرق هذا منه سبع دقائق تقريبًا
صدرت عنه زفرة راحة بعد المجهود الذي بذله، ثم قال و هو يحاول نزع الكتفين ليسقط كله عنها :
-أخيرًا. أنا مش عارف فساتينكوا بتبقى بالتعقيد ده كله ليه. الراجل مننا بينط في بدلته و خلصت على كده !
لاحظ “مراد” بأنها لا تسمح له بنزع الفستان، فردد مستغربًا :
-حصل إيه يا حبيبتي. فكّيته صح ؟
-أيوة فكّيته.. شكرًا. ممكن تخرج دلوقتي لحد ما أخلص …
رفع “مراد” حاجبيه مدركًا مقصدها، استوقفه تصرفها قليلًا، ثم تنهد و هو يستدير ليقف أمامها، إتخذ وجهه تعبيرًا جادًا و هو
يتحدّث إليها ممسكًا بكتفيها :
-أنا عارف إن كل ده كان غلط. و أكبرغلط عملته إني تممت الجواز قبل ما تتعالجي.. معلش. لسا ممكن أصلح الغلطة دي. بعد ما نرجع من السفر هانتابع مع دكتورة. أنا هساعدك تخرجي من إللي انتي فيه يا إيمان !
تجهم وجهها و هي ترد عليه بحدةٍ :