هزت رأسها بعصبيةِ محاولة القيام من أمامه، لكنه أبقى عليها بالقوة، شدّها من خصرهاو أجبرها على الرقود بحيث تموضع فوقها مكبلًا حركتها دون أن أيّ احتكاكٍ يشعرها بالخوف …
تغرز أظافرها الحادة بجلد كتفه و ظهره، لا يصدر عنه سوى تأوّهٍ و هو يبذل ما بوسعه ليحتوي ذعرها، ترتجف بين ذراعيه و تغص بالبكاء دون صوتٍ و عيناها الجاحظتين معلّقتان بعينيه الضبابيتان بلمحاتٍ من الوداعة …
-بصيلي كويس يا إيمان ! .. همس مقابل شفتيها يحثها بلطفٍ
فوجل قلبها أكثر و حفرت اظافرها بجلده أعمق حتى أدمته، تذمر “مراد” و هو يئن و يعبس متألمًا، و رغم ذلك لم يتخلّى عنها أو يتركها، شدد ذراعيه حولها و هو يستطرد ضاربًا على جوارحها بشدة :
-بصيلي. أنا مش سيف. و لا مالك.. أنا مراد… أنا حبيبك !!
لعلها بدأت تتراجع قليلًا.. و بدأ الخوف بالانحسار فجأة كما هاجم فجأة
لم يفعل “مراد” شيء، لم يفعل لها أيّ شيء، إنما تحرّك بحذرٍ حتى أتى إلى جوارها، أدار جسمها مقابله و ضمّها إليه، استغرقها الأمر لحظاتٍ للتكيّف معه
و أصبحت الآن ملفوفة حوله بذراعيها و ساقيها، هدأت نوعًا ما، و بقيت رأسها مدفونة في رقبتي و كأنها تنام
ليس و كأنها
إنها بالفعل ما لبثت أن غطت بالنوم، و كان هذا فعلًا كافٍ بالنسبة إليه، يريدها أن تنعم بالسكينة فقط !
يتبع…
“هل أبتعد ؟.. لا أبتعد ؛ تحبينني… و أنا أعشقكِ!”
_ مراد
ناما حتى فترة بعد الظهر، و قد حرص “مراد” أن يضع إشارة عدم الإزعاج خارج باب الجناح، لذلك فإنها استيقظت على راحتها.. رغم أنه هو مستيقظًا منذ ساعة
لكنه لم يتحرّك خشية أن يقلقها أو ما شابه