حزنها قدر استطاعته، فأخذها و أجلسها على الفراش، فوق الورود تمامًا، ثم جثى فوق ركبتيه أمامها …
ما زال ممسكًا بيدها، فرفعت هي اليد الأخرى و مررت أصابعها في شعره الكثيف، و هي ترنو إليها بنظرات مشوّشة، إلتحم أمامها الماضي بالحاضر، و استيقظت من جديد أحاسيس قديمة، أطلقت بداخلها طوفانًا من الذكريات الحميمية بينهما، و التي كانت خطيئتها، ذنب لبثت تُكفر عنه سنواتٍ طويلة
لم تتحمل كل هذا الضغط فانفجرت ثانيةً ناظرة لأعلى، كأنما تخاطب السماء و هي تشد قبتضتها على شعره بقوة لم تؤلمه بقدر ما صدمه حديثها التالي :
-ياااااااااااااااارب.. يارب ده مراد. ده مراد إللي أنا عاصيتك فيه. و ندمت يا ربي. ندمت و وقفت على بابك سنين تغفرلي و تسامحني.. رجعته ليا يارب… رجعته ليا تاني بس ماتكنش لسا غضبان عليا. لو لسا غضبان عليا خد مني كل حاجة. أنا راضية.
خدني أنا عندك.. بس تسامحني… يارب سامحني !
ملأ الجزع تعابير وجهه و هو يرفع يديه ليفك أصابعها المشتبكة بشعره بصعوبةٍ، كانا كفّاها ملطخين بالدماء حتى الآن، فجاءت ردة فعله تلقائيًا و هو يفتح أزرار قميصهو يخلعه منظفًّا به جرحها ليرى مدى سوئه
لحسن الحظ لم يكن سيئًا جدًا
و النزيف توقف تمامًا
تنهد “مراد” و هو يمسح بكفّه على رأسها، ينزع عنها الطرحة برفقٍ، و يُحرر شعرها و في نفس الوقت يمسح دموعها و هو يقول بأقصى ما لديه من لطفٍ متأثر :
-حبيبتي. انسي. انسي أي حاجة ممكن تتعبك الليلة دي.. أنا هنا جمبك !