كانت هذه آخر نقطة تماسك لديه، و انهار الجليد الذي أحاط بقلبه في طرفة عينٍ، ألقى بذراعيه حول صديقه و اجتذبه معانقًا إيّاه بقوة، أمام أعين الجميع، عبّرا الصديقين عن شوقهما بشكلٍ يثير السعادة و الإنبهار
رابطة الأخوّة بينهما تجلّت بشدة، و لم يعد هنا أيّ عداء أو أثر للخلافات، لم يعد هناك سوى الصداقة.. حب لا مشروط …
_____
أضفى حضور “عثمان” البهجة و السرور على أجواء الزفاف، و قد لاحظ الجميع التحسّن الكبير في مزاج العريس، كانت لمعة عينيه ما ينقصه حقًا، و الفضل يرجع لصديقه في ذلك ؛
جلسا يتبادلان النكات و المرح، الرجال ينصتون و لا يستطيعون التوقف عن الضحك، لينضم و فجأة إلى الثنائي الوقح ضلعهما الثالث صائحًا بجلبةٍ :
-الباشا الكبير وصل. ابن الزوات هنا يا جدعان. عثمان البحيري بنفسه …
تطلّع كلًا من “مراد” و “عثمان” إلى صديقهما، علت الدهشة وجه “عثمان” بينما يهتف “مراد” باستياء :
-كل ده عشان معاليك تشرّف ؟ ده إللي جاي من اسكندرية سبقك يا رامز بيه !
يقف “عثمان” الآن و هو يبتسم أكثر متمتمًا :
-رامز الأمير !!
يرد “رامز” الابتسامة محاكيًا النظرة الثعلبية بعين صديقه :
-عثمان البحيري !
تضاحكا فجأة، و كأنها شيفرة بينهما، ثم اندفعا تجاه بعضهما في عناقٍ رجولي دام للحظاتٍ.. ثم تباعداه و هما يتصافحا بحرارة …
-4 سنين ماتفكرش تيجي عندي ياض !؟ .. قالها “عثمان” معاتبًا
ليرد “رامز” بنصف ابتسامته الشهيرة :
-أديك انت إللي جيت لي برجليك. اعمل حسابك مانتاش راجع ألا بعد شهر مثلًا. هاعيّشك هنا أيام ماتنسهاش. نعيد أمجاد زمان !
قهقه “عثمان” معلّقًا :
-لأ ياخويا خلاص. ولّى الزمن ده. أنا معايا واحدة توّبتني !
عبس “رامز” مدهوشًا :