“أجل أقرّ بأنكِ في وقتٍ ما كنتِ لعبتي.. و لكن عليكِ الاعتراف؛ أنتِ طلبتِ هذا يا صغيرتي، لقد أحببتيه و قد راق لكِ… كما أني أحببتكِ أيضًا!”
_ مراد
وضعت “أمينة” آخر صحن فوق مائدة العشاء، كان “أدهم” يجلس الآن في مكانه المعتاد، يجاوره “مراد” مطرقًا برأسه ترقبًا و
اضطرابًا في آن، يتأهب لمجيئ “إيمان” بأيّ لحظة …
-يلا يا أمي بقى أقعدي ! .. قالها “أدهم” مشيرًا لأمه حتى تجلس
ثم نظر إلى “مراد” مكملًا :
-باين مراد بيه مش راضي يمد إيده على الأكل غير لما تيجي.. و لا إيه حضرتك ؟
رفع “مراد” بصره و اكتفى بابتسامة خفيفة ردًا عليه …
تربت “أمينة” على كتف ابنها قائلة :
-هاروح بس أشوف إيمان و أجيبها في إيدي و أجي يا حبيبي.
-ماشي يا ست الكل. بس بسرعة أنا مابحبش أكل حاجة باردة.
ذهبت أمه مسرعة، فالتقط “أدهم” كأس العصير و بدأ يرتشف القليل و هو يشرع بتجاذب أطراف الحديث مع ابن خالته :
-يا رب تكون أعصابك هديت يا باشا. أنا حاسس إنك بقيت أحسن عن الصبح لما كلّمتني !
نظر له “مراد” بسكينة أكدت فرضيته، فابتسم الأخير قائلًا :
-طيب.. احنا ناكل الأول و بعدين نقعد نتكلم على رواق. و خير إن شاء الله يا مراد ماتقلقش.