-خلاص يا إيمان. خلاص حقك عليا. كان لازم اختار كلامي. خاصةً في يوم زي ده.. أنا آسف !
لم يصله أيّ رد منها، فكرر بقلقٍ :
-إيمان. انتي كويسة. إيمـان !!!؟
-معاك ! .. نطقت أخيرًا بصوتٍ أبح
تنفس الصعداء، و قال بصوت أكثر لطفًا :
-أنا آسف يا حبيبتي. شوفتي مش لوحدك إللي قلقانة و متوترة. أنا كمان زيك لدرجة مش عارف بقول إيه !
كان يصطنع الآن ليلملم ما بعثره بنفسيتها …
-و لا يهمك. أنا هاحل كل ده. انتي بس قومي روّقي مزاجك كويس. و استعدي.. ساعات قليلة جدًا و هانكون سوا !
*****
مع حلول الثالثة عصرًا …
بدأ الإحتفال تقريبًا، بتوافد أعداد أكثر فأكثر من العائلة و الأصدقاء، امتلأت ساحتيّ الرجال و النساء، و كانا يقف كلًا من “مراد” و “أدهم” عند الفاصل بين الطرفان، يمدوا يد المصافحة للضيوف، كلٌ منهما أنيقٌ، و بالأخص “مراد” الذي ازدان بحلّة سوداء كلاسيكية، و قميص ناصع البياض أسفلها، و ربطة عنق قاتمة بخطوطٍ بيضاء
وجه حليقٌ و قد برزت ملامحه و حدوده الحادة، فمه الدقيق، أنفه المستقيم، غمازة ذقنه العميقة جدًا، كل هذا يتألق مع لمعة عينيه الرماديتان.. أما قصّة شعره البسيطة فكانت المتمّمة لكل هذا البهاء و الجاذبية الكبيرة التي يتمتع بها
كان محط الأنظار بمرور الوقت، الرجال و النساء على حد سواء، لا يصدقون بأن “إيمان” المطلقة لمرتان، و الأم لطفلة، واتتها تلك الفرصة المذهلة للإرتباط برجلٍ مثل “مراد أبو المجد” !!
إنه منحة، هدية، لا تشوبه شائبة.. كان السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الجميع …
أسحرته ؟ أم ما الذي قد يدفع رجلٌ مثله للزواج من “إيمان” ؟
بل و تبدو عليه السعادة !!!!
كانت أعين النساء أقواسٌ تطلق سهام الغيّرة و الحسد …