عبس “أدهم” مبديًا غضبه و قال بخشونةٍ :
-إتلم يا مراد. خلي يومك معايا يعدي على خير و ماتعكش كل حاجة على أخرتها كده ..
ثم أوقف المصعد بطابق والدته، دفع الباب و خطى للأمام و هو يُملي عليه بحزمٍ :
-استناني تحت. هادخل أطمن عليهم بسرعة و نازل لك !
و أغلق الباب من بعده …
زفر “مراد” بضيقٍ و ضغط زر المصعد مستأنفًا هبوطه للأسفل، خرج من البناية متلفتًا حوله، يرى العمالة لا يزالوا هنا، لم ينصرفوا إلى بيوتهم منذ ليلة أمس، قائمين على تحضير أروع التصميمات لأجل العرس، من النظرة الأولى أطمئن بأن ما أراده هو ما سيكون تمامًا، فقد كلّف الكثير لإحضار أكثر محترفي هذه المهنة ليجعلوا من حديقة هذا البيت العادية قطعة من الجنّة !
ابتسم “مراد” بغتةً، و لا شعوريًا جرت يده لتستلّ هاتفه من جيب سترته، أجرى الإتصال بها فورًا.. قرر إنه إن لم يتلقّى ردًا عند الدقة الثالثة فسيغلق لأنها غالبًا ستكون نائمة الآن
و هو لا يريد أن ينتزعها من غفوتها حتى تأخذ كفايتها من الراحة.. فاليوم طويل و لم يبدأ بعد …
-آلو !
ردّت
عند الثالثة تمامًا
تراقصت البسمة على ثغر “مراد” و هو يتذوّق صوتها بسمعه مجددًا، كان مزيج من التوتر و اللهفة، مثل لهفته عليها، إنه بالكاد يطيق صبرًا ليجتمعا وحدهما، فمهما وصف لا يستطيع أن يشرح معاناته طوال ثلاثة أشهر و يومان و هو يراها أمامه و لا يمكنه حتى أن يمسّها …
-إيماني ! .. قالها “مراد” بلهجةٍ هامسة
لترد “إيمان” كدأبها مؤخرًا و كأنها كلمة السر بينهما :
-مرادي !
اتسعت إبتسامته فبانت بصوته و هو يرد عليها :
-عروستي صاحية بدري ليه ؟ مش قولنا تنامي كويس.. اليوم لسا طويل يا حبيبتي
-ماتقلقش أنا نمت بدري إمبارح. لكن غصب عني. نومي كان متقطع.. ف زهقت من نص ساعة و قلت خلاص هقوم بقى !