خرجت الموافقة من فمها جافة، فزحفت يد “مراد” على الفور و أستلّ من جيب سترته علبة مخملية مستطيلة الحجم، نظر إلى “أدهم” يطلب الإذن :
-تسمح لي أقدمها لها !؟
حذره “أدهم” : حافظ على المسافة !
ابتسم “مراد” بامتنانٍ، قام و مشى صوب “إيمان”.. توقف على بعد قدم و ركع أمامها على ركبة واحدة، ثم فتح العلبة أمام
عينيها الامعتين، لتبرز إليها سلسلة من البلاتين الخالص، بدلّاية مرصعّة بالألماس تتوّسطها ما يشبه الفقعة
كانت جميلة و مثالية كفايةً حتى أوضح “مراد” لها مشيرًا بسبابته لتلك الفقّعة :
-دي عدسة صغيرة، لو بصيتي جوّاها هتقري الجملة دي.. بصي كده !
فعلت “إيمان” ما يمليه عليها، ألقت نظرة في العدسة التي قرّبها إليها أكثر، و بالفعل استطاعت قراءة هذا : “أحبكِ بكل اللغات” …
تلقائيًا رفعت بصرها إليه مبهورة، رفرفت بأجفانها بينما يبتسم لها برومانسية محركًا شفتيه لتقرأ ما يهمس به بلا صوت :
-بحبك !
و لأول مرة منذ فترةٍ طويلة جدًا
ابتسمت “إيمان” !!!
و أثرت سعادتها اللحظية على الجميع، أصابت عدوى الابتسام كلًا من أخيها و أمها، و تنهد “أدهم” براحةٍ ممنيًّا نفسه بمستقبل مشرقٍ و هانئ للجميع …
*****
يوم الزفـــــــاف !
يتبع…
“سأعطي أيّ شيء ؛ مقابل أن أراكِ تبتسمين !”
_ مراد
يوم الزفـاف …
أخيرًا إنقضت شهور العدة، بعد عناء و عذاب استمر لسنواتٍ طويلة… كل شيء مثالي اليوم، رغم أن الزفاف سيُقام هنا، بمنزل العروس، كان هذا شرطها الوحيد، أن تخرج من بيت أبيها كما خرجت منه أول مرة، أرادت أن تمحي الذكرى الأولى بالثانية، مع