الطرق، لكنها لا تستجيب، حتى فقد الأمل بالفعل و كان يخشى أن تخرب نفسية الطفلة و لا تستطيع تجاوز أزمة والدتها طوال عمرها …
يدق جرس الباب، فيقوم “أدهم” حاملًا “لمى” على ذراعه و هو يهتف لتسمعه كلًا من أمه و زوجته :
-أمي مراد وصل. ادخلي شوفي إيمان !
مشى “أدهم” ليفتح الباب الأمامي، و بالفعل كان “مراد”.. وصل في موعده …
-على فكرة أنا واقف هنا بقالي ربع ساعة ! .. قالها “مراد” مبتسمًا ببساطة :
-بس ماحبتش أدخل قبل معادي
رفع “أدهم” حاجبيه مؤنبًا إيّاه :
-انت بتهرج. على أساس سيادتك غريب يعني !؟
حافظ “مراد” على ابتسامته و هو يذكره قائلًا :
-أنا مش ناسي إني خونت ثقتك قبل كده. اعترافي بحبي لإيمان كان خيانة بالنسبة لك. من يومها و أنا لوحدي بعتبر نفسي غريب يا أدهم !
رمقه “أدهم” بنظرة معاتبة و لطيفة في آنٍ، ثم أمسكه من رسغه و أمره بصرامةٍ :
-ادخل يا مراد !
انصاع “مراد” إليه، و دلف إلى الداخل، ساقه “أدهم” إلى غرفة المعيشة بين الأطفال و ألعابهم و التلفاز الذي يعرض الرسوم المتحرّكة، ذلك إثباتٍ له إنه فردًا من العائلة، لا ينقصه سوى أن يتزوج “إيمان” ليكتمل الأمر …
جلس “مراد” مداعبًا الأطفال، و أولى جلّ اهتمامه بالصغيرة “لمى”.. مد يديه صوبها قائلًا :
-لولي القمر. ازيك يا حبيبتي. مش هاتيجي تسلّمي عليا و تديني بوسة ؟