لكن أمه مشت تجاهه مستطردة بشيءٍ من الإنفعال يزداد كلما تذكّرت الأخبار التي وصلتها :
-فريال تكلّمني و تعاتب عليك بالشكل ده. رايح فرح طليقتك تزعق و تتخانق. انت مين. هه. انت مش مراد إبني. انت ساعة بتحب هالة و ساعة عايز إيمان.. انت أنهي فيهم. ما ترد !!؟؟؟
رفع “مراد” يده ليفرك عينيه بإرهاقٍ بَيّن، و رغم التعب الذي يشعر به تطلّع نحو أمه و جاوبها بهدوءٍ :
-أنا ماروحتش الفرح أزعق و اتخانق عشان هالة.. أنا روحت عشان صاحبي. عثمان !
قطبت …
-مش فاهمة !؟
صمت لوهلةٍ ساهمًا بنظراته، ثم قال بحزنٍ لا يخلو من الندم :
-أنا أكتر حاجة ندمان عليها دلوقتي هي جوازي من هالة. يارتني ما كنت شوفتها حتى. علاقتي بعثمان باظت بسببها. ده
صاحبي. أقرب حد ليا. في عز أزماتي و مشاكلي كنت بروح له هو حتى لو بعيد عنه. بسببها خسرته.. لما قريت خبر جواز هالة ماكنتش شايف قصادي غير عثمان. و لما روحت كانت حجة. غضبي كله طلع أول ما شوفته. و زاد لما اتأكدت إننا ماينفعش نبقى صحاب تاني… بس ماينفعش. أنا مش متخيّل حياتي الجاية منغير صاحبي. منغير عثمان !!!
أذهلها رد ابنها، إلى حدٍ ما، تبخر غضبها منه، و حلّ مكانه تعاطفٍ كبير
ينهض “مراد” من سريره مباشرًا خلع ملابسه و هو يقول بتعبٍ :
-أنا محتاج أنام شوية بس. لازم أروح إيمان فايق.. إنهاردة هقدم لها الشبكة. ماتنسيش تبلّغي بابا !
لم تخفِ تذمرها و هي ترد عليه :
-أبوك.. من إمتى بتحط أبوك في الحسبان. انت عارف إنه واخد منك من يوم ما اتحبست و قبلت تشيل تهمة مش بتاعتك !!
رأت علائم الضجر تتجلّى على قسماته، فكفّت عن مضايقته و هي تلملم من حوله قميصه و كنزته و تطويهم له قائلة :