سحب “مراد” نفسًا عميقًا، لا يستوعب مباركة “أدهم” و كلماته المتضامنة بهذه السهولة، بعد وجهه الآخر الذي رآه قبل يومًا واحدًا …
-حتى لو عاوز مش هقدر أبعدكوا عن بعض ! .. قالها “أدهم” و لا يزال محتفظًا بابتسامته
و لم يستطع إخفاء نبرة الحزن في صوته و هو يستطرد :
-أختي لما فكرت إنها في آخر لحظاتها. اختارت تكلمك انت مش أنا.. و المفاجأة إنك طلعت أد الثقة إللي حطتها فيك. جوزها غدر بيها. و انت حاميتها !
عبس “مراد” و لوهلة لم يطيق كل حسن الظن هذا، فهو لم يكن ملاكًا كما يصفه “أدهم”.. أراده يكفّ عن قول ذلك
ليباغته “أدهم” و هو يجتذبه من كتفيه و يحتضنه متمتمًا بامتنانٍ :
-أنا موافق. طبعًا موافق.. اتجوزها. خدها. فرحها.. إيمان ماتستاهلش غير كده. أختي تستاهل تفرح يا مراد. أنا موافق. موافق !
يتبع…
“كنتُ أتوق لقطرة ؛ فأنعم عليَّ بالغيث !”
_ إيمان
دخل إلى غرفته مبعثر الهيئة، عابسًا، تبدو عليه آثار ست ساعاتٍ من السفر ذهاب و إياب من القاهرة إلى الإسكندرية..
ارتمى فوق سريره متنهدًا
بينما أمه التي كانت في إثره منذ عودته إلى المنزل، اتكأت هناك على باب الغرفة و قالت بعدم رضا :
-استفدت إيه ؟ قولي يابني. أنا مابقتش فهماك يا مراد !!
زفر “مراد” مطولًا و إلتقط هاتفه و استلقى على سريره ليتظاهر بأن أمه ليست هنا …