عقله لم يستوعبها …
-ده انا هافضحها و هافضحك ! .. غمغم “مالك” و دماء الغضب محتقنة بوجهه
وكزه “مراد” بقبضته في كتفه، فكتم أنينٍ متألم بينما يستمع إلى صوته الصلب :
-أنا عايزك تفكر تقرب ناحيتها تاني بس. ساعتها هامحيك. هاشيلك من على وش الدنيا كلها. و أنا أقدر أعمل كده بسهولة و أنا بشرب فنجان قهوتي. و بردو مش هاتعرف تضرها طول ما أنا عايش و بتنفس ..
رمقه “مالك” بنظراتٍ حاقدة مغلولة و هو يقول مزمجرًا :
-انت عايز مني إيه. جايبني هنا ليه !؟؟
تماوجت على شفتيه ابتسامة شيطانية و هو يهتف دون أن يحيد ناظريه عنه :
-رامــز !
جاء “رامز” من خلفه حاملًا في يده ظرفٌ ورقي، راقب “مالك” بتوجسٍ ما يفعله “مراد”.. بينما يستلّ “مراد” أول ورقة مستطيلة
الشكل و هو يتمتم بأريحية :
-طبعًا الشيك ده مألوف ليك. كنت ماضي على بياض لرامز عشان يموّل ورشة السيارات بتاعتك. بس إللي ماكنتش تعرفه جنابك إن رامز الأمير ده صاحبي. شقيق عمري. يعني مايعزش عليا حاجة.. الشيك ده يا أبو الرجال قيمته 50 مليون. لو تعرف تسدده هاتجيب سيرة إيمان لأي حد تعرفه أو ماتعرفوش …
أخذ “مالك” يجفل مصدومًا، ليظهر له “مراد” المادة الثانية، ذلك القرص المدمج، لوّح به أمام عينيه قائلًا :
-و الفلاشة دي. مش عايز أقولك عليها إيه. رامز قالي كلمة سر.. شقة المعادي !
غارت ملامح “مالك” من شدة الغضب، نظر نحو “رامز” شزرًا فاستقبل الأخير نظراته بمنتهى البرود مظهرًا ولائه الكامل لصديقه …
أطلق “مراد” ضحكة مجلجلة و هو يقول مسلمًّا الظرف لـ”رامز” ثانيةً :
-آه يا نمس. صاحب مزاج ياض و مريض زي أخوك.. إيه المتعة لما تعلّق كاميرا و توثق الماتشات مش فاهم !؟