يديه فوق ذكورته، تركه “مراد” أخيرًا ليسقط فوق التراب و الحصى، استدار عنه شادًا عضلاته المنقبضة و ساحبًا إلى رئتيه بعض الهواء عبر فمه
شد “مراد” المقعد الخشبي الوحيد ليجلس أمام “مالك” الذي لا يزال على وضعيته فوق الأرض، شمر عن ساعديه و فك زر آخر من أزرار قميصه، ثم مد يديه ليمسكه من تلابيبه و يرفعه نحوه قليلًا …
-لااااا فوق لي كده ده إحنا لسا بنسخّن ! .. غمغم “مراد” بغلظةٍ من بين لهاثه
-مش عامل فيها دكر ياض. هه. بُـص لـــي. أنا مافيش اغراء ليا الساعة دي أد إني أدفنك حي الليلة ..
تطلع “مالك” إليه و هو يبصق دمًا من فمه، ارتسمت ابتسامةٍ مزدرية على ثغر “مراد” و هو يستطرد :
-انت ماختش في إيدي غلوة يالا. رايح تعمل راجل على واحدة ست !؟؟
أخذ الأخير يسعل قليلًا، ثم إلتقط أنفاسه ليقول بصعوبةٍ :
-أنا عارف كل حاجة. عارف إللي بينك و بين إيمان.. عارف إنها كانت مقرطسة أخوها و أخويا و بتنام معاك !
لم تؤثر فيه أقوال غريمه، فقد كان يتوقّع مسبقًا علمه بالأمر، مضى يقول بسخريةٍ منه :
-مقرطسة أخوها دي مالكش فيها. أما بالنسبة لأخوك. مش يمكن كان يعرف إنها نامت معايا و شادد بلاستر على بؤه. عمرك
ما فكرت فيها ؟
حملق “مالك” فيه غير مصدقًا، فأردف “مراد” بتبجّح :
-أيوة إيمان نامت معايا. و أخوك عرف من قبل ما يتجوزها و قبلها على نفسه. انت بقى عشان ماستحملتش يا دكر مفكر إنك ممكن تنتقم لرجولتك المعدومة انت و أخوك ؟
كانت الصدمة أشدّ الآن على “مالك”.. معرفته بأن أخيه كان يعلم ذلك السر و تقبّله !!!