-أقف ياض ! .. هتف “مراد” و هو يخلع ساعة يده الثمينة و الخاتم ذو حجر العقيق الأسود الضخم ببنصره
سلّمهما لصديقه و بقى في انتظار الأخير …
ازدرد “مالك” ريقه بصعوبةٍ و هو يرنو إلى “مراد” مضيّقًا عينيه، فرك معصميه مدركًا أن لا مهرب من هنا قبل أن يتغلّب أحدهما على الآخر، رغم ثقته بأنه كفّته لن تكون هي الراجحة، لكنه كان مجبورًا !
و مدفوعًا بالحقد المختزن بدواخله تجاهه، وثب “مالك” واقفًا و هو يجمع قبضته و يرجعها للخلف ليصوّبها بكل قوته إلى وجه
“مراد” …
صدّ “مراد” الضربة بكفّه و أطبق على قبضة “مالك” بقبضته الفولاذية، أمسك “مالك” تأوّهًا و حاول تسديد لكمة أخرى بقبضته الثانية، صدّها “مراد” من جديد و صار يعتقل الإثنتين
جاءت ردة فعله التالية مباغتة و هو يتجذبه لينطحه برأسه في جبهته مباشرةً، كانتضربة كفيلة لتفقده وعيه، لولا أنه استمر
في تكييل المزيد إليه، سقط “مالك” فوق القشّ من شدة الضربات التي يتلقّاها، لم يجعله “مراد” يلتقط أنفاسه، أمسكه من ثيابه و رماه في الأرجاء
كان الدم يطفر من وجه “مالك” بالكامل، ما دفع “رامز” للتدخل و هو بالكاد يلمس كتف صديقه :
-مراد. إهدا يا راجل مش كده …
-ماتلمسنيش يا راامـز !!! .. صاح “مراد” مهتاجًا
تراجع “رامز” مذعنًا و لكنه بقى متأهبًا لأيّ تهور يُقدم عليه الثور الهائج الذي أمامه …
ما زال “مراد” متشبثًا بـ”مالك” و لم يُحرره، ضرب رأسه على لوحٍ معدني بالقرب
يلهث “مراد” و قد غطى العرق صدره و ظهره و رئتيه تتوسلان للهواء، لكنه لم يحرم نفسه من الإجهازعليه بالقاضية، فسددها إليه بركبته أسفل حزام خصره تمامًا …
تلك الضربة التي امتصّت أنفاسه و أفغرت فاهه دون أن يسحب و أو يزفر نفسًا واحدًا، تلوّن وجهه بالأزرق و الأصفر و هو يضع