لقد عرف مكانها.. لقد أتى لينقذها و زوجها الآن هارب
لا أحد يعرف بمكانه
“مراد” …
إنه.. بطلها !!!
لاحقًا تطلب الأمر لتسكين روعها و آلامها حقنة مهدئة، خاصةً و إنها لا زالت عدائية تجاه ابنتها، لا تتقبّلها أبدًا مهما تحدّثوا إليها، لو أخبرها أحد بأن هذا اليوم آتٍ و إنها سوف تكرهها إلى هذا الحد لم تكن لتصدق، لكنه حدث …
لا تعرف كم مرّ عليها من الوقت نائمة، و لكن في تقديرها فقد مرّ الكثير، ربما يوم أو يومين، أو حتى شهر، كان الزمن بطيئًا بالنسبة لها و هي خاضعة هكذا للنوم الإجباري، بعد أن ترك الطبيب المنتدب لطب النفس ملاحظة بألا يزورها أحد من عائلتها
لفترة مُحددة، أرادت أن تشكره على هذا، رغم شعورها بالوحدة و الوحشة، لم تشعر إنها بحاجة لأمها أو أخيها أو حتى إبنتها.. بل الحقيقة كانت تحتاجه هو !
مرضها و شفائها في آنٍ، روحها المنقسمة منها لا تكتمل إلا بوجوده، حبّها الوحيد، الشيء الذي ربما تموت لأجله، عشقها الأناني، لا يمكنها أن تبرأ منه حتى و إن أرادت، إن جذوره ممتدة بأعماقها، إن اقتلعتها خرجت روحها …
ظنّت أنه ربما كابوسًا يراودها مثل كل مرة، في السابق كان زوجها الراحل بطل كل تلك الكوابيس، و مؤخرًا أخيه، لا تدري أيّهما سيزورها الليلة !
لكن للعجب …
تشعر بأنها ليست نائمة، تعرف ذلك، و رغم احساسها بالخطر إلا إنها ظلّت متجمّدة، لا ترى و لا تتحرك، فقط تستمع لتلك الخطوات تقترب منها… و فجأة !