على أيّة حال لن يثقل على أخته الآن، لتتحسن حالتها أولًا، ثم لكل حادثٍ حديث، و لن يترك ثأرها أبدًا مهما كلفه الأمر …
-السلام عليكم ! .. قالها “أدهم” و هو يلج إلى الغرفة الخاصة بأخته
تركت “لمى” يدهو ركضت نحو السرير الذي تركض فوقه “إيمان” …
كان “أدهم” يحمل في يده الأخرى حقيبة صغيرة بداخلها بعض الملابس لـ”إيمان” بعثت “أمينة” في طلبها من زوجة إبنها،
رتبتها “سلاف” بنفسها و أرسلتها مع زوجها، مضت “أمينة” نحو ابنها و أخذتها منه متمتمة :
-تسلم إيدك يا حبيبي. هات عنك
-مـامــي ! .. هتفت “لمى” بشوقٍ و لهفة على أمها
كانت تقفز محاولة الصعود إلى جوارها، حتى جاء خالها و رفعها على ذراعه لتجلس على حافة السرير بجانب أمها، ثم تراجع للوراء مانحًا إيّاهما بعض المساحة
في هذه الأثناء كانت “إيمان” ترمق إبنتها بغرابة، كانت تراها بعينٍ أخرى، و كأنها تنظر إليها لأول مرة.. لا تعرف لماذا خافت بغتةً !
-سلامتك يا مامي ! .. تمتمت الصغيرة بصوتها الموسيقي الحلو
طوّقت عنق أمها بذراعيها القصيرين و احتضنتها بقوةٍ، ثم ارتدّت لتنظر إليها ثانيةً و هي تقول بتلك الإبتسامة الموروثة :
-بعد الشر عليكي …
إنقبض قلب “إيمان” و هي تحملق فيها، لا يسعها إلا رؤية “سيف”.. “سيف” قام من الأموات الآن و يتجسّد أمامها… حتى أن
رائحة الطفلة و كأنها رائحته هو تمامًا تنبعث من خلال شعرها و ثيابها و كل شبرٍ منها
و كأن قنبلة خوف انفجرت بداخلها، شحذت “إيمان” قواها لتدفع بإبنتها من حضنها، لدرجة أن حركته المفاجئة أذتها أولًا و انتزعت الأنابيب التي تحيط برسغيها
سقطت “لمى” فوق الأرض بقسوةٍ و صدمت رأسها …