تنهد الضابط، ثم قال مشيرًا بذقنه :
-أختك جوا بيسعفوها يا أستاذ. جات لنا إخبارية بوصولها في حادث ف جينا و فتحنا محضر و تم الإستجواب. ناقص أقوالها هي لما تتجاوز الخطر و تفوق إن شاء الله
تماسك “أدهم” و هو يواصل أسئلته :
-حادث إيه بالظبط !؟
صمت الأخير هنيهةً مدركًا جيدًا نتائج ما سيقوله عليهم، لكنه قال و هو ينقل نظراته بين الأخ و ابن الخالة في الخلف :
-الفحص بيّن إن أختك اتعرّضت للإغتصاب. و تناولت أو حد أجبرها تاخد حبوب على جدول المخدرات. الكميّة إللي بلعتها كبيرة. دخلت في غيبوبة و وظائف الكلى عطلت تمامًا. الدكاترة بيعملوا إللي عليهم …
كان هذا كثيرًا ليستوعبوه، بينما كادت “أمينة” أن تنهار لولا ذراع “أدهم” الذي ساندها فورًا، ذلك لم يمنعه من طرح السؤال الأخير و الأهم حتى يكون متأكدًا مئة بالمئة :
-مين إللي عملها ؟
حدق الضابط للحظات في “مراد” الذي بدا باردًا، غير واعيًا، و قبل أن يجاوب أشار لفردين من العساكر خلفه ليحضرا تحسبًا :
-الأستاذ ده جابها على هنا. بسؤاله تحديدصا النقطة دي عليه.. مأنكرش !
قبل أن يتمكن أيّ أحد من ملاحظة أيّ شيء، وصلت قبضة “أدهم” إلى فم “مراد” …
تعثّر للخلف، لكن “أدهم” لحق به فورًا، أمسكه من ياقته و لكمه على أنفه بقوةٍ، لم يفعل “مراد” أيّ شيء، لأنه بطريقةٍ ما يشعر بالذنب، بطريقةٍ ما يلقي باللوم كله على نفسه