سكتت “أمينة” و هي تمعن النظر بما تمسك، ثم قالت بتعجبٍ :
-تقوم تيجي بالشكل ده..أعوذ بالله. لأ بصي طالما اتكررت كده نروح نكشف أحسن يكون عندك حاجة يابنتي !
رفضت “إيمان” في الحال و قد اعتراها التوتر الآن :
-لأ يا أمي نكشف إيه.. أنا مابحبش الدكاترة و انتي عارفة. لأ مالهاش لازمة صدقيني.
-إزاي مالهاش لازمة بس. دي حاجة مهمة أوي يا إيمان. لأ مش هطاوعك.
قامت “إيمان” من سريرها متجاهلة آلامها المُبرحة و وقفت أمام أمها :
-يا أمي يا حبيبتي صدقيني أنا. أنا حاسة إني كويسة.. و بعدين أنا بقولك معدتي وجعتني قبل ما أنام يعني ماكنتش عاملة حسابي.. بصي نعديها المرة دي. لو حصلت تاني هانعمل إللي انتي عايزاه. خلاص ؟
اقتنعت الأم بعد عناء، لم تقتنع في الحقيقة، لكنها أذعنت فرادة ابنتها، إذ تعلم كم إنها بالفعل تخشى الأطباء و المشافي منذ طفولتها، لم تشأ ترويعها و فضّلت الانتظار حتى الموعد التالي …
*****
و مرّت سنوات على رحيله
سنوات بعد الحادث المخزي، سنوات من الرفض غير المُبرر لأفضل الرجال المتقدمون لخطبتها، سنوات من الضغط عليها لمعرفة السبب
و هي لا تنطق، قضت كل أيامها بعد تلك الليلة تائبة، منيبة، محاولة التكفير عن ذنبها، تصلي و تصوم فوق المفروض عليها أضعافًا مضاعفة.. لكنها لا تزال تشعر بأنه لم يُغفر لها بعد… لأنها لا تزال تتعذّب