“إنها طفلة عديمة الخبرة ؛ لكنها أكبر دافعٌ لحياتي.. إنها إيماني !”
_ مراد
بلغ غضبه الذروة و هو يقف أمام باب الحمام كل تلك المدة يقرع و هي لا ترد، بما أنه يعرفها جيدًا يثق بأنها تصدر شخصيتها الهشّة الجبانة الآن، تصنع دراما البؤس خاصتها التي أقامت لها طوال حياتها القصيرة مع أخيه الراحل …
نفذ صبره ظانًا بها كل هذا، لا يفكر في أمرٌ آخر، فرفع يده يضرب الباب بقوةٍ و هو يصيح :
-هانفضل كده كتير.. لآخر مرة بقولك افتحي يا إيمان. افتحي و إلا هاكسر الباب و لو دخلت لك بالشكل مش هايحصل طيب… مش هاتفتحي يعني !؟؟
لم يسألها ثانيةَ، تراجع خطوة للخلف، ثم بمنتهى العنف ركل الباب ركلةٍ واحدة، فانكسر القفل، دلف إليها و الشرر يتطاير من عينيه.. لكنه بهت و توقفت أعضاؤه قاطبة لوهلةٍ حين اصطدم برؤيتها على هذا المنظر… لا تزال عارية.. في يديها هاتفه
هاتفه لقد سرقته
و أيضًا ما هذه.. قنينة العقار اللعينة !!!
ماذا فعلت في نفسها بحق الجحيم !!؟؟؟؟
و بمن اتصلت المجنونة ؟؟؟؟؟؟؟؟
-إيمــان !!!! .. صرخ “مالك” مذعورًا و هو يندفع نحوها
جثى بجوارها و أمسك بها و اخذ يهزها بقوة …
-إيمان. عملتي إيه في نفسك. عملتـي إيه !!؟؟؟
و جاءته الإجابة لحظة تدحرجت قنينة العقار الفارغة أمامه فوق الرخام، جحظت عيناه و شحب كليًا و هو يهمس مرتعبًا :
-يا نهار اسود !
لم يفكر مرتين، لكنه قبل أن يمس الهاتف ارتعد حين دق فجـأة، إلتقطه بيدٍ مرتعشة و نظر إلى الشاشة المضاء.. المُعرّف الآلي أطلعه فورًا على هوية الرقم غير المسجل …