-إيمان. رقم مين ده. إنتي فين يا إيمان !!؟؟؟
بكت أكثر، لأنها لا تعرف هل عليها أن تسعد أو تحزن، فقد تعرّف عليها من مجرد سماع بكائها، عرفها دون أن تتكلم أو تفه بحرفٍ …
-مراد ! .. خرج صوتها من مكانٍ سحيق
همسًا بالكاد يُسمع …
-أنا.. باين. لأ. مش باين.. أنا بموت يا مراد !
-إنتي فـين !؟؟؟؟؟ .. كرر سؤاله و بإمكانها سماع الذعر بصوته
بإمكانها أيضًا سماعه و هو يقفز واقفًا و يتحرّك قليلًا، قبل أن يصفع بابًا ما و تخترق أنفاسه العنيفة جرّاء الركض سماعة الهاتف …
-إيمــان !!! .. صاح “مراد”
عصرت جفنيها بشدةٍ، تزامنًا مع قرع “مالك” لباب الحمام الآن بقوة و هو يهتف من الخارج :
-كل ده بتعملي إيـه. إنجزي يا قلبي هنتأخر. يلا و ماتقلقيش.. هانيجي هنا تاني وعد. أنا عارف إنك حبيتي الموضوع.. يــلا بقـى عشان زهقت !
بدأ الوعي ينفذ منها و هي تتشبث بالهاتف بأقصى ما تستطيع حتى لا ينزلق عن كتفها …
-مراد ! .. نطقت بلهاثٍ مضنٍ
رد “مراد” و الألم يمزّق نبراته :
-أنا معاكي يا حبيبتي. ماتخافيش. أنا جاي لك. بس قوليلي إنتي فيـن ؟؟؟؟
بدلًا من إعطائه الجواب الذي ينشده، ناشدته هي بكل ذرة حيّة في كيانها، آخر طلب في حياتها تتمنّى الحصول عليه :
-ماتخليش. مالك يقول.. يقول حاجة لأدهم. عشان خاطري. يا مراد… ماتخليش أدهم. يعرف حاجة !!!
و ابتلاعها الظلام فجأة، هكذا تاركة ورائها أسئلة لا تهتم لمعرفة جوابها.. لا تهتم من أين اكتشف “مالك” سرّها مع “مراد”… لم يعد أيّ شيء يهم
لينتهي كل شيء الآن.. لينتهي فقط !
يتبع…