لقد انتهى
كل شيء انتهى …
تلوّى وجهها فجأة حين داهمها ذلك الإحساس المُقيت مجددًا، تلملمت مكانها و هي تئن و تبكي من الخزي و ليس من أيّ شيء آخر مِمّ أدّعى، كانت الدموع تنهمر من عينيها عزيرةً و لا يمكن إيقافها أو السيطرة عليها
و للمرة الثانية تتصرّف بلا تفكيرٍ أو تعقّل، وضعت الهاتف جانبًا و أمسكت بالقنينة الصغيرة و أفرغت الحبوب الصغيرة كلها في
كفّها، ثم دفعت بهم داخل فمها دفعةً واحدة، إنحنت صوب حوض المياه و ابتعلتهم بجرعتين من الماء، ثم سمحت لساقيها بالتداعي أخيرًا بجوار حوض الإستحمام …
لم تكن تتوقّع أن يأتي مفعول هذا الشيء بسرعةٍ هكذا، الآن الإعراض تتزايد، تشعر بسخونةٍ كالجحيم في سائر جسدها، و
لكن حدث النقيض المجنون أسرع، أحسّت ببرودةٍ مفاجأة، و فجأة و كأن قواها تخور، لا تعرف لماذا ساورها الندم في لحظةٍ ما
حين أرادت أن تقف و لم تقدر، حتى دموعها توقفت من تلقائها، شعرت بخفقات قلبها تتباطأ بوتيرةٍ مرعبة، تتصبب عرقًا مثلجًا، لم يكن هناك وقت للتفكير
شحذت ما تبقّى لها من إرادة و قوى، رفعت يدها بصعوبةٍ لتأخذ الهاتف المسنود فوق رأسها تمامًا على حوض الإستحمام، فتحته و كانت تعرف جيدًا بمن سوف تتصل
لم تتردد لحظة و هي تنقر بابهامها المرتجف و البقية الباقية من حركاتها المعدودة، وضعت رقم “مراد” الذي حفظته كأسمها في وقتٍ قصير، ثم رفعت الهاتف لتسنده بين كتفها و أذنها …
-آلو !
جاء صوته حائرًا مستوضحًا، ردة فعل طبيعية على رقمٍ مجهول.. ما إن سمعت هي صوته حتى تسرّب من بين شفاهها نحيبٍ مرير …
-إيمان !؟؟؟ .. صوته أعلى بكثيرٍ الآن :