-إيه المكان إللي إحنا فيه ده ؟ و جايبني هنا ليه !؟؟
دارت نظراته المريبة عليها و هو يقول بلهجة جوفاء :
-مالك بس يا حبيبتي. إيه التحقيقات دي كلها. مش قايلك هانقضي وقت لطيف سوا.. هانتغدا و هافرجك المزرعة و بعدين أروّحك
نظرت حولها من جديد، ثم استقرت عينيها بعينيه ثانيةً و هي تقول بشكٍ :
-و الغدا ماينفعش غير في أوضة نوم زي دي !!؟
ابتسم “مالك”و قال :
-إنتي قلوقة أوي.. عارفة. إحنا نبدأ بالعصير الأول عشان تروّقي دمك …
و توّجه نحو طاولة الغداء، لم ترى منه سوى ظهره بينما تسمعه يعب العصير في كأسين، ثم عاد لها مجددًا، ناولها كأسها بابتسامةٍ وديعة :
-اشربي يا قلبي. اشربي و أرمي كل حاجة ورا ضهرك.. أنا خدامك إنهاردة. أحلامك كلها أوامر !
متأثرة بتشجيعه لها، أخذت الكأس منه و بدأت ترتشف، و لكن شعور الريبة لا يزال يدق أجراس الإنذار بداخلها، و كأنها ردار الآن
يلتقط الخطر الوشيك، لكن شخصها الجبان لا يصدق كالعادة.. لا يصدق حتى تقع الكارثة !!!
-اشربيه كله ! .. قالها “مالك” دافعًا بيده الكأس لفمها بتصميمٍ
و برر فعلته فورًا بشكلٍ إحترافي :
-وشك أصفر يا حبيبتي. إنتي شكلك مش بتتغذي كويس اليومين دول. اشربيه كله عشان خاطري …
شهقت “إيمان” بقوةٍ ما إن بعد يده عن فمها أخيرًا، سعلت قليلًا، بينما لمحت ابتسامةٍ خبيثة على جانب فمه، لم يحاول
إخفائها الآن و شاهدته و هو يتجرّع كأسه دفعة واحدة، ثم يلقيه من يده على الأرض ؛
أستلّ هاتفه و قنينةٍ ضئيلة الحجم و رمى بهما تجاه الفراش، رفع يديه و حلّ أمام عينيها أزرار قميصه، في غضون ثوانٍ ألقاه بجانب الكأس عند قدميه و بقى عاري الجزع، علت مستويات الأدرينالين بشرايينها
لكن عجبًا !
جسدها لا يتخذ أيّ ردة فعل ..