باعدت “إيمان” بين جفنيها بصعوبةٍ، شعرت سلفًا بشعاع الشمس النافذ عبر الستائر التي فتحتها أمها على مصراعيها، فتحت عينيها الآن و قد ضايقتها حدة الضوء، فغطت وجهها بكفّيها :
-جيتوا يا ماما !؟
-من بدري يا حبيبتي بس لاقيتك نايمة ماحبتش اصحيكي.
-تيتة عاملة إيه ؟
-بقت أحسن الحمدلله. و التحاليل كلها تمام.. هي بس تقّلت في العشا و الحلو إمبارح ف ده إللي تعبها.
كانت سترد عليها بتلقائية، لولا أن ضربتها ذكريات الليلة الماضية، تزامن ذلك مع صياح أمها الهلوع :
-إيـه ده يا إيمـان !!؟؟؟
انتفضت “إيمان” عندما شعرت بالملاءة تُسحب من أسفلها و قامت نصف جالسة فورًا، تطلعت إلى أمها بتشوّش، خافت من تعبير “أمينة” المصدوم، إذ حملت بين يديها ملاءة ملوثة بالدماء الغزيرة …
-أصل أنا نمت معدتي بتوجعني أوي إمبارح يا ماما ! .. قالت “إيمان” ما خطر على بالها حالًا فقط لتتخلّص من هذ التعبير على وجه أمها
-شكل الضيفة المزعجة دي جت !!
عبست “أمينة” بدهشة :
-الله ! انتي مش لسا خالصة منها الاسبوع إللي فات.. لحقت !؟
حاولت “إيمان” إقناعها بشتّى الطرق :
-عادي يا ماما بتحصل. و حصلت قبل كده.. مش فاكرة ؟