جاوبها بسؤالٍ و قد حلّ تعبيرٍ جاد على ملامحه :
-قوليلي الأول قولتي لأدهم إللي إتفقنا عليه ؟
أومأت …
-أيوة. لو كان عرف إني ماشية معاك لوحدي ماكنش رضي ينزلني. هو متفق معاك على كده. مافيش خلوة غير بعد الفرح !
إنبلجت نصف ابتسامة على وجهه، و لم يرد عليها بعد ذلك، أدار رأسه لينظر إلى الطريق، ثم شغّل المحرك و إنطلق …
*****
بعد ساعة تقريبًا، بلغا تخوم المدينة تقريبًا، لا تستطيع “إيمان” التعرّف على المناطق حولها، لكنها أيضًا لا ترى سوى الرمال و البيوت النائية.. ثم لاح أمامها أثر تعرفه جيدًا.. لم تزره قط، لكنها تعرفه حتمًا
سقّارة !
هرم سقّارة !!!
ماذا قد يفعلا هنا بحق الجحيم !؟؟
-هو إحنا رايحين فين يا مالك ؟ .. تساءلت “إيمان” و لا يمكن إخفاء نبرة القلق في صوتها
لا يمكن أن تحجّم مشاعرها السلبية أكثر بعد الآن، انتظرت ردّه، لكنه لا يتكلم، و لمحت فكّه يشتد بقساوةٍ ساهمت في تفاقم وضعها …
لم تجد صوتها أصلًا لتسأله مرةً أخرى، ما هي إلا دقيقة و إنحرف بالسيارة ليلج عبر بوابةٍ ضخمة إلى ممر حجري محفوف بالمزروعات، في آخره باحة تتوّسطها مّسقاة كبيرة تنساب منها جداول الماء بخريرٍ مريحٍ للأعصاب، ثم في الواجهة تمامًا ذلك