تطلعت “إيمان” إليه و هي تناول طفلتها كأس العصير خاصتها، رمقها الأخير بتعاطفٍ و قال :
-مالك هنا.. عاوز يشوفك !
شحب لون “إيمان” فورًا، فطمأنها أخيها بثقةٍ :
-لو مش عايزة تقابليه هاخليه يمشي …
ابتلعت ريقها بصعوبةٍ، و قالت بصوت أبح :
-لأ.. هاشوفه !!
رغم أن صوتًا بداخلها توسلها ألا تفعل.. لكنها قمعته… و قامت متجهة إلى حيث يجلس بانتظارها !
يتبع…
“
لا أتقبّل أنّي أفقدك !”
_ مراد
جلست “إيمان” على الكرسي أمام “مالك”.. ما زالت ترتدي حجابها من الرأس حتى أخمص القدمين، مرّ الوقت و هي تتوتر فقط و لا تنظر إليه، لولا أن الطقس المسائي منعش هنا في الشرفة و الليل هادئ و صافي، ربما كل هذا ساعدها و لو قليلًا …
-هاتفضلي ساكتة كتير ؟ .. قالها “مالك” مادًا جسمه عبر الطاولة الفاصلة بينه و بين زوجته
كانت تعابيره أكثر رِقة عمّا كانت ظهر اليوم، كذلك لهجته كانت لطيفة جدًا، و أضفى عليها نبرات اللإعتذار و هو يستأنف محاولًا القبض على نظراتها المنكسة :
-إيمان. أنا بقالي كتير بعتذر لك.. بصي أنا حتى مش بطالبك بتفسير. عاوزك بس تعذريني. و تسامحيني أرجوكي !
بصعوبة كبيرة و لكن تحت إجبارها لنفسها، رفعت رأسها لتنظر إليه، حدقت بعينيه في شجاعةٍ متزعزعة و هي تقول مدافعة بنبرة المتهم :
-انت مادتنيش فرصة أفهمك أصلًا. و الله الموقف مش زي ما شوفته مـ آ …
-قلت لك مش بطالبك بتفسير يا إيمان ! .. قاطعها بحزمٍ :
-أنا جاي أعتذر لك و أقولك حقك عليا. أكيد أنا غلطان. المفروض مهما حصل و شفت عمري ما أفكر فيكي بسوء. أنا أكتر حد يعرفك و اتربيت معاكي. إيمان إنتي أنقى واحدة شوفتها في حياتي. إنتي نضيفة جدًا لدرجة إني أخاف أوسخك بأيّ شكل …
أجفلت حين قام فجأة من مكانه، رفرفت بأجفانها و هي تراه يقترب منها، ثم يجثو فوق ركبته امامها و يمسك بيديها، خفضت رأسها لتلاقي نظراته المتضرعة، بينما يقول :