-انت مفكر نفسك إيه يا مراد. و لا متخيّل مثلًا إن صبري مالوش حدود !؟؟
نفث “مراد” أنفاثًا قصيرة، ثم قال بعصبيةٍ طفيفة :
-أدهم. من فضلك أنا أساسًا مش ناقص. كل إللي حصل إني حاولت أكون جدير بإيمان بس فشلت. دايمًا كنت بفشل و كالعادة بتصرف بغباء. أيوة أنا غلطان موافقك. بس إيه المطلوب مني يعني !؟
ارتفع حاجب “أدهم”.. و كأنه يتساءل ما إذا كان ذاك “مراد” الذي عرفه طوال عمره :
-انت مشاكلك أكيد مأثرة عليك. تعرف ان ده السبب الوحيد إللي خلّاني عذرتك لما جيت تطلب مني إيمان قبل كتب كتابها بلحظات !؟
رمقه “مراد” بنظراتٍ محتقنة، و تمتم :
-أنا لسا ماتجننتش يا أدهم !!
أدهم منفعلًا : لو كده تبقى خيّبت ظنّي فيك. تخليني أندم على كل لحظة وثقت فيك و آمنتك على بيتي و أهلي.. إيمان اتكلمت معايا و شرحت لي شكل العلاقة البريئة كانت ازاي و فهمت ان ده كان طيش مراهقة. لكن لما تيجي و انت رااااجل كده و تقولي بحب أختك الأرملة. الأم… تفتكر ممكن أتصرف معاك إزاي !!؟؟؟
بقيا يحدقان ببعضهما للحظاتٍ طويلة، ثم تنهد “مراد” بشدة مغمضًا عينيه، مرر أصابعه خلال شعره و هو يقول بتعبٍ واضح :
-أنا عارف إني غلطان. طول عمري غلط.. بس يا أدهم. صدقني. أنا و إيمان. الفصل الوحيد في حياتي إللي كان حقيقي. كله زيف. مشاعرنا حقيقية يا أدهم و ظانا مش خايف و أنا بقولك كده. ليه مش مصدقني. ليه ماوقفتش جمبي. انت بتقدر الحب. انت بتحب سلاف و حبيتها قبل جوازكوا و انت إللي قلت لي كده بنفسك !