صنع حائل بينهما الآن و لا يبدو عليه نيّة الابتعاد ؛
أطلق “مالك” نظرات الشرر إلى عينيّ غريمه قائلاً بغلظة :
-ابعد !
-ابعدني !! .. قالها “مراد” و في عينيه تحدي واضح
انتفض فكّ “مالك” و هدرت حشرجة مخيفة من صدره، حاولت “إيمان” درء “مراد” بعيدًا عنها و هي تقول :
-لو سمحت يا مراد إوعى من قدامي. لو سمحت كفاية. كفاية كده !
تجاهلها “مراد” و كأنها لم تتكلم و تابع كلامه إلى الشاب اليافع جدًا أمامه :
-عايز إيمان ؟ لازم تعديني أنا الأول !
نفث “مالك” أنفاسه الحارة عبر فتحتيّ أنفه، العنف و الغضب يغليان بشرايينه، لم يحتاج أن يفكر مرتين، فهو بالفعل مُثار منذ رآه يضع يديه اللعنتين على ما يخصّه، و الأدهى أن الأخيرة أظهرت خضوعًا و انسجام سحق عقله …
-إوعى بقى بقولك !!! .. صرخت “إيمان” منفعلة و هي تدفع “مراد”
و كأنها شعرت بناقوس الخطر، رغم أن ابعاده كان مستحيلًا، لكنه أذعن لرغبتها، و ليت هذا خفف من جموح الأخير.. فما إن صارت في متناول “مالك” حتى دفع يده إليها و شدّها بوحشيةٍ من ذراعها، ثم رفع يده الأخرى عاليًا و متأهبًا ليهوى بها نحوها
أغمضت “إيمان” عيناها مستعدة لما قرر أن يعاقبها به، فإذا بها تشعر بقبضةٍ أخرى تنتزع قبضة “مالك” عنها بقوة مرعبة …
فتحت عينيها من جديد و حدقت لتجد “مراد” يتدخل للمرة الثانية، ممسكًا قبضة “مالك” التي كانت تهصر ذراعها، و أيضًا يده الحرة قد إلتقطها من الهواء فصار يمسكه من الإثنتين و هو يتراجع به بعيدًا عنها صائحًا بخشونة :
-انت.. بتمد إيدك عليها. و في وجودي !!!!
تخلّص “مالك” من قبضتيه مغمغمًا من بين أسنانه :