على عكس توقعها لم يبدو غاضبًا منها، بل شاهدت في عينيه سلامٌ غريب لأول مرة، علاوة عليه منحها ابتسامة رقيقة و هو يستطرد مرةً أخرى بدعابةٍ :
-مش مصدق.. إيمان نازلة بتواجه العالم لوحدها !
ردت عليه بشيء من الصلابة :
-خارجة مع مالك
تلاشت الإبتسامة الطفيفة عن محيّاه و هو يسألها :
-خارجة معاه لوحدك. قصدي أدهم سمح لك !؟
ابتسمت بسخريةٍ : سمح لي ! ده جوزي !!
لاحظت فكه ينقبض عندما أتمت جملتها هكذا، توترت من مواصلة النظر إليه، فهربت بعينيها بعيدًا، بينما بقى محافظًا على ثباته و هو ينفخ نفسًا سريعًا قبل أن يقول بازدراءٍ :
-رغم إنك ممكن ماتصدقيش كلامي.. لكن أنا مبسوط عشانك جدً يا إيمان. و إنك قدرتي تتخطي الماضي للمرة التانية !
قامت بالاتصال بالعين معه ثانيةً وردت بحدةٍ :
-قصدك للمرة التالتة ..
علت زاوية فمه بنصف ابتسامة :
-أيًّا كان. أنا بدعم قرارك.. أكيد سعادتك مهمة بالنسبة لي يا إيمان. وطالما سعادتك مع مالك ف ده شيء يطمني عليكي. على الأقل شوفته بعيني
كان واضحًا استهزائه بها و بعلاقتها بشقيق زوجها الراحل، مِمّا أغاظها و جعل الأجيج يعلو بصدرها، تصرفت باندفاعٍ و هي تستجمع نفسها لتذهب من أمامه …