-يا حبيبتي كفاية إني شفتك. ربنا يسعدك و يهنيكي يا إيمان.. تستاهلي كل خير !
إنسحبت “إيمان” في هدوء، و هكذا بقيت الشقيقتان على إنفرادٍ تام …
-العيال كبروا يا أمينة ! .. علّقت “رباب” و دموع الحنين ملء عيناها
وافقتها “أمينة” بنفس التعبير :
-سنة الحياة يا رباب. لسا إمبارح كانوا صغيرين حوالينا. دلوقتي خلّونا أجداد.. عقبال ما تفرحي بعوض مراد و تشيلي صبيانه و بناته يا حبيبتي
لم تكاد ترد عليها، دق هاتفها في هذه اللحظة فابتسمت و هي تلقي نظرة على الشاشة المضاءة …
-جبنا سيرة القط. أهو الباشا بيتصل !
و فتحت “رباب” الخط :
-آلو.. إيه يا حبيبي.. لأ خلاص خلصت قعدتي مع خالتك.. إنت قريب يعني.. تحت البيت.. طيب ما تطلع يابني سلم على خالتك.. اطلع يا مراد هاتعمل مكسوف أومال لو ماكنتش طبيت عليهم قبلي.. أطلع يابني محدش غيري أنا و خالتك هنا.. يلا
بقى ماتزعلهاش منك.. يلا يا حبيبي …
و أغلقت مبتسمة بشدة و هي تعلن :
-مراد طالع !
*****
إتخذت المصعد هذه المرة، هي التي لم ترتاده أبدًا مؤخرًا، علّقته قليلًا لتختلي بنفسها لبعض الوقت.. فقد كان الضغط عليها نفسيًا شديد الوطأة
من كل الجهات، و كأن العالم يتآمر ضدها من جديد، اليوم ليس يوم حظها مثل سائر أيامها السابقة، ابتداءً من استيقاظها على خبر وصول خالتها، و محادثتها المخزية مع زوجة أخيها، وصولًا إلى تلك اللحظة التي تجد نفسها مضطرة إلى لعب دورها في مسرحية زواجها الهزلية ؛