ابتسم لها “أدهم” بوقارٍ و هو يقول :
-الله يثبته و يتم عليه الهدى. أيًّا كان إللي حصل خير طالما رجع عليه بالنتيجة إللي سمعتها دي !
و قد كان يعلم جيدًا ماذا حدث مع ابن خالته، لكنه تظاهر بالجهل طبعًا، و آثر الإستماع تاليًا… حتى ظهرت زوجته ؛
انتبه إليها عندما أحس باضطرابٍ ما نحوها، أولاها نظراته ليراها تستند إلى الجدار بكفيّها و قد بدت و كأنها تُنازع لالتفاط أنفاسها، هوى قلبه بين قدميه و وثب قائمًا بلحظة، كان بجوارها في ثانية، أمسك برسغها و لف ذراعه الأخرى حولها مغمغمًا بقلق :
-حبيبتي. إنتي كويسة !؟؟؟
نظرت “سلاف” له و هي تحاول تعبئة الهواء إلى رئتيها عبثًا …
-نسيت الـpump فوق ! .. أخبرته بصعوبة و عيناها تغرّبان
قطب حاجبيه بجزعٍ و هو يحملها دون إنتظارٍ قائلًا :
-طيب إهدي. حاولي تهدي نفسك دقيقة واحدة و هانكون فوق !
و انطلق “أدهم” بها خارجًا من الشقة، في إثرهما نظرات كلًا من “أمينة” و “رباب” …
-إيه إللي حصل يا أمينة ؟ .. تساءلت “رباب” بريبةٍ
تنهدت “أمينة” قائلة :
-و الله لا كان على البال و لا الخاطر. فجأة كده سلاف تتعب و الدكتور يقرر لها تعيش على أدوية للربو و بخاخة ماتسيبش شنطة إيدها !
رباب بشفقة : يا ساتر يا رب. لوحدها كده !؟
هزت “أمينو” كتفيها …
-هانقول إيه.. الحمدلله على كل حال
-السلام عليكم !
نظرت “رباب” نحو مصدر الصوت، فإذا بها ترى “إيمان”.. تهللت أساريرها و هي تقوم لتتلقّاها بين أحضانها في الحال :