انهمرت دموع جديدة من عينيها، واصلت السقوط، يغمرها الألم مع تتابع نظرات الخيبة و النفور بعينيّ “سلاف” و ما زالت لا تستطيع الرد بكلمةٍ …
عفتها “سلاف” من هذا الحرج و استدارت لتخرج و هي تقول بجمودٍ :
-خالتك مستنياكي برا.. ماتتأخريش !
*****
-مش قادرة أصدق إنك هنا من أسبوعين و مافكرتيش تزورني إلا إنهاردة !
ابتسمت “رباب” و هي تجاوب شقيقتها مرةً أخرى على استحياءٍ لا يخلو الرقة :
-تاني هقولك يا أمينة. مراد من ساعة ما وصلنا ماكنش مخلينا قاعدين أنا و أبوه. قلت لك حالته كانت غريبة أوي.. و الله ما ركزت في حاجة غيره طول الوقت ده و إلا كنت جيت لك في نفس يوم وصولي. ده إنتي أختي الوحيدة !
-و هو عامل إيه دلوقتي ؟ .. صدر السؤال عن “أدهم” الجالس أمامها في المقعد الوثير
نظرت “رباب” إليه و ردت بايماءة :
-الحمدلله بقى أحسن. لسا بنتعامل معاه بحذر لكن مقدرش أتجاهل الجانب المدهش إللي ظهر عليه فجأة
أدهم باهتمامٍ : جانب إيه !؟
-مراد اتغيّر يا أدهم. مابقاش إبني إللي أعرفه. و بصراحة ده تغيير حلو جدًا يعني بدل ما كان متأثر بالتحضّر و مهتم بس باللعب و التنطيط هنا و هناك. لأ. مابقاش كده دلوقتي.. أنا قعدت معاه أسبوعين. ماشوفتوش فوّت فرض. لأ و الجمعتين إللي فاتوا كمان باباه نزل معاه المسجد.. أنا كنت مذهولة. و في نفس الوقت قلقانة عليه. بس لما شوفته بدأ يتحسن و يهتم بشغله كمان عرفت إن التغيير كان من جواه و اطمنت