و كادت تنسحب في هدوءٍ كعادتها مؤخرًا، لتستوقفها “إيمان” و قد نفذ صبرها من ذلك التعامل السطحي بينهما :
-سلاف.. إدخلي شوية من فضلك. عاوزاكي !
بقيت الأخيرة مكانها لبضع لحظات، كأنما تفكر، ثم دلفت إليها على مضضٍ
تجنّبت النظر إليها قدر استطاعتها، فالتفتت “إيمان” ناحيتها، تفحصتها بنظرةٍ خائبة للغاية، ثم فتحت فاها ثانيةً و قالت :
-هو احنا لحد إمتى هانفضل كده !؟
-كده إزاي يعني !! .. قالتها “سلاف” بصلابةٍ و لا زالت لا تنظر إليها
-سلاف إنتي عارفة قصدي كويس. أنا مش فاهمة ليه بتتجنبيني بالشكل ده.. إنتي عايزة توصلي لإيه ؟؟
و هنا تطلعت “سلاف” إليها، رمقتها بنظرةٍ ذات مغزى و هي تقول :
-أنا لو عايزة أعمل إللي في دماغك يا إيمان كنت عملته من بدري. و البيت ده ماكنش قعد هادي كده.. و الأهم خالتك إللي قاعدة برا دي. عمرها ما كانت قدرت تخطي هنا
لم تتحمل “إيمان” ظنّها السيئ بها أكثر من ذلك، فانفجرت بغتةً :
-إنتي مالكيش حق تظني فيا السوء بالذات و إنتي ماتعرفيش حاجة يا سلاف
سلاف بهجومٍ : إيه إللي ماعرفوش يا ست إيمان. إنتي بعضمة لسانك حكيتي لي عن علاقتك القديمة بمرادك. اعترفتي إنك بتحبيه بس الأكيد ماكنتيش شجاعة كفاية تعترفي بذنبك و تقولي إنك غلطتي معاه