*****
وقف على أعتابه
لم يتردد أبدًا في الذهاب إليه
في الواقع أن مجيئه تأخر كثيرًا
لكن الأوان لم يفت بعد …
بكلتا يداه، و لأكثر من ثلث ساعة، لم يتعب “مراد” و هو يدق على أبواب المسجد المغلقة، كانت دموعه تسابقه و هو يتخيّل بأنه هذا باب الرحمة، و قد أغلق بوجهه للأبد، كان في عالمٍ آخر و هو يعقد محادثة بينه و بين السماء، يظن بأن لا أحد يسمعه، و لكنه مخطئ، أكثر من مخطئ، فهو حتمًا يسمع.. و يجيب المضطر
حاشاه أن يرد سائلًا، حاشاه أن يذر عاصيًا يستجدي التوبة، يتوسل الرحمة
حاشاه …
-يارب.. اسمعني. أنا جيت لك.. أنا اتأخرت بس جيت لك.. ماتقفلش الباب في وشي كده.. يارب أنا آسف. أفتح لي.. لو سبتني كده مين ياخد بإيدي.. لو سبتني كده أروح لمين غيرك.. يارب… يارب !
-إيه يا أستاذ في إيه !؟
إلتفت “مراد” إلى الصوت الغريب ورائه، ليجد شابًا في مقتبل العمر، ظهر من العدم أمامه، كان يرمقه بريبة و هو يقف هكذا
أمام باب المسجد و حالته يرثى لها …
-من فضلك شوف حد يفتح لي المسجد ! .. قالها “مراد” و صوته مليئ بالألم تمامًا
سأله الشاب : خير يعني. عاوز إيه.. مافيش حد جوا انت عارف الساعة كام دلوقتي ؟
في الحقيقة الساعة تشير إلى الثانية و النصف صباحًا
لكنه لم يهتم، و أصر :