هز رأسه و منحها ابتسامةٍ لطيفة :
-لا. مطلقًا.. في الواقع هذا مريح بالنسبة لي. فأنا لا أريد أن أؤذيكِ بأيّ طريقة !
ابتسمت من جديد …
-ألا تريد أن تعرف القصة ؟
– لا يُهم. المهم إنكِ بين ذراعيّ أنا الآن !
تم الأمر بينهما، مع ترافق كليهما، طبعت قبلة على خدّه و همست له :
-عيد ميلاد سعيد مراد !
كانت تلك مرته الأولى.. و الحقيقة أنه لم يكن يكن لأول فتاة أيّ مشاعر حب، كانت بالنسبة له شغف و إعجاب فقط، ما إن نالها صارت من ضمن ذكرياته، و تنقل بعدها بين الكثيرات، وصولًا إلى حبيبته “إيمان”.. أدرك عشقها متأخرًا
متأخرًا جدًا …
*****
كان يتكئ على طاولة الصالون، ممسكًا الحافة بيديه، واضعًا رأسه بين كتفيه، كانت الدموع لا تزال بعينيه يمسك منها ما إستطاع، بينما والديه يجلسا خلفه و لا يقتربا إليه بطلبٍ منه …
-تربيتي كانت مسؤوليتكوا ! .. قالها “مراد” بصوتٍ خشن يداري فيه نبرة البكاء العنيفة
اعتصر عينيه و كفكف كل دموعه بكمّ قميصه، ثم استدار بعينيه الحمراوين يواجه أبويه و يلقي باللائمة عليهما مشيرًا باصبع
الإتهام :
-و تربيتي كلها كانت غلط.. أنا بسببكوا عشت ضايع. ماعرفتش حتى نفسي !!!
كانت “رباب” تبكي هناك فقط، ليقف “محمود” في هذه اللحظة و قد نفذ صبره على إبنه، اقترب منه قليلًا و هو يهتف بغضبٍ :
-ما تتكلم عدل ياض انت. مش كفاية مقعدنا قصاك زي العيال الصغيرة. انطق و قول حصل إيه شقلب حالك كده ؟؟؟