أومأت له دون أن تنظر إليه، كانت لا تزال تشعر بدوي قلبها المرعب، كانت تخشى لو توقف من شدته و سرعته، إنه عادةً لا يخفق بهذا الجنون سوى لـ”مراد”.. و كانت تلك أسعد لحظاتها فيما مضى، و لكنها الآن تشعر بفخاخ الموت قريبة منها في كل خطوة تخطوها …
-مالك ! .. كان هذا صوت “مايا”
تناهى إليهما من خلف باب الغرفة، فصاح “مالك” من مكانه :
-إيـه يا مايا !؟
-ماما إتصلت. بتستعجلنا. يلا بقى انت عارف إنها لوحدها !
-ماشي جاي.. إسبقيني إنتي
-ما تتأخرش !
و ابتعدت خطواتها عن الغرفة …
عاود “مالك” النظر إلى “إيمان”.. أرملة أخيه و المرأة التي هي زوجته رسميًا الآن ؛
ابتسم لها و قرب يدها من فمه، وضع قبلةً عميقة داخل كفّها دون أن يفقد إتصالهما البصري، ثم قال واعدًا برقة :
-هاتحبيني يا إيمان.. و هاتخلّفي ولادي كلهم. افتكري كلامي كويس !
لم يتسبب هذا الوعد لها إلا بالكرب و القهر الشديد !
“أنتِ الغاية من كل شيء فعلته ؛ لا حياة لي إذا لم تكوني فيها !”
_ مراد
قبل ثماني عشر عام …
إنه آخر يوم له في الرابعة عشر، و قد عقد والديه النيّة أن يهبطا به إلى “مصـر” عند نهاية الفصل الدراسي، فقد أرادا له أن