صوت أنينها المتألم سلخه عن طموحاته و آماله فجأة، توقف تمامًا و أبعد رأسه عنها ينظر في وجهها، هاله ما شاهده، كان الدماريطل جليًا من عينيها الدامعتين، كان فمها يرتجف و آثار قبلاته واضحةً عليه ؛
سحقًا !
ماذا فعل بها ؟ .. إنه حتمًا وغد.. كيف لم يفكر !؟
مهما طال الوقت، لم يدخل حياتها رجلٌ بعد أخيه، بالتأكيد لن تتقبل الأمر بهذه السرعة، و معه هو بالأخص …
-أنا آسف ! .. تمتم “مالك” معتذرًا دون أن يتحرك من مكانه بين ساقيها
لكنها لا ترد، فينسحب ناهضًا عنها بسرعة، يعدل ثيابه التي تجعدت قليلًا ثم يجلس على طرف الفراش بجوارها، يمسك بها و يجلسها بسهولةٍ و هي مذعنة تمامًا إليه، يراها بهذا الخضوع و البؤس فيكره نفسه كثيرًا …
-إيمان أنا آسف ! .. كرر “مالك” هذه المرة بصدقٍ أكبر
دار ليجثو فوق ركبته أمامها، أمسك بيدها و توسلها قائلًا :
-ردي عليا أرجوكي. أنا ماكنش قصدي أوصلك لكده.. و الله. أنا آسف جدًا. بس مافكرتش إنك لسا مش جاهزة للخطوة دي. أنا ماكنتش ناوي أعمل كده أصلًا. أنا عرفت بنات كتير. بس ماحصلش إني ارتبطت بواحدة مرت بظروفك. سامحيني.. ماعرفتش أتعامل معاكي. إيمان بالله إتكلمي. قولي أي حاجة !!
-حصل خير ! .. نطقت لاهثة و كأنها طفت الآن على سطح بحر هائج الأمواج
زفر مرتاحًا و هو يترك إحدى يديها ليمسح على جانب وجهها :
-صدقيني. إنتي عندي غالية جدًا.. مكانتك خاصة. بكرة لما نعيش سوا هاثبت لك ده. هاعمل كل إللي في وسعي عشان أسعدك يا إيمان. إنتي ماتستاهليش غير السعادة. و أنا هاديها لك. أوعدك !